مع تواصل التقدم في مجال الروبوتات و ظهور المزيد والمزيد من الإنسالات (إنسان + آلة) التي يمكنها مساعدة البشر في مختلف المهام ظهرت العديد من الدراسات التي تسعى لفهم علاقة الإنسان العادي من دم و لحم مع الإنسان الآلي الذي ابتكره الأول وصنعه معتمدًا في كثير من الأحيان على تكوينه كبشري يتمتع بالعديد من القدرات. هكذا يبدو أن البشر يجدون راحتهم برفقة الروبوت الذي يشبههم إلى حد ما أكثر من الروبوت الذي لا يمت بصلة الى الشكل الإنساني.
فقد أكدت دراسة حديثة بقيادة دكتورة علم النفس في جامعة Aukland، اليزابيث برودبنت،أن البشر يصبحون أقل تحفظًا في وجود الإنسالات ذات الوجه البشري بدلًا من الإنسالات ذات الشكل الغريب الذي لا يشبه الإنسان في شيئ. و تعتبر نتائج هذه الدراسة مهمة بالنسبة لمستقبل الإنسالات لأنها توفر القواعد التي يتعين على الشركات الكبيرة مراعاتها في هذا القطاع؛ و بما أنها ستصبح جزءًا من حياتنا اليومية و لتسهيل اندماجها التدريجي في مجتمعنا فإن مظهرها وشكلها الخارجي أمر بالغ الأهمية لأنه يسهل قبولها ويسرع اندماجها في حياتنا اليومية كبشر.
بالتالي توضح الدكتورة اليزابيث برودبنت أنه من المهم أن يعرف مصممي الإنسالات ماهية الشكل الذي يعطونه لروبوتاتهم حتى يمكنهم التفاعل مع البشر ويكسبوا ثقتهم؛ حيث أن المفتاح الوحيد هو مظهرها ودرجة التشابه بينها وبين البشر. وقد تمكن العلماء من قبل من دراسة سلوك البشر في وجود الإنسالات وتبين لهم أنه يتراوح من عدم الراحة إلى الخوف، وأنه كلما كان شكل الإنسالة غريبًا كان الإتصال بينها والإنسان أصعب. هكذا تقدم هذه الدراسة بلا شك معلومات قيمة للشركات الرائدة في سوق الإنسالات حيث تنبههم إلى أن الإنسان يشعر بالراحة أكثر مع الروبوتات التي تحمل وجهًا بشريًا، وهذا ما أكده 60٪ ممن شاركوا في الدراسة.
مع ما تثير هذه الدراسة من اهتمام وما تثبته بأن التقدم التكنولوجي في الإنسالات سينمو على مر السنين، إلا أن الآراء تنقسم في هذا الشأن؛ حيث يعتقد البعض أن شكل الإنسان- خاصة الوجه البشري- أمر ضروري للروبوتات في حين يجد آخرون أنه من الأفضل ان يكون الروبوت مختلفا عن الإنسان.
لذا دعنا نسألك: هل تشعر بمزيد من الثقة والراحة مع إنسالة تشبهك كإنسان أم تفضل أن تكون غريبة الشكل كجماد بلا ملامح بشرية؟!
from http://ift.tt/2asf3i7
0 comments:
Post a Comment