مرحبا بكم

في معلومات مفيدة

تابعونا على

رسميًا: تصنيف عضو جديد كليًا في جسم الإنسان!

ما نحن بصدده في هذا المقال أشبه بالعثور على قارة جديدة! هل أبالغ؟ ربما… هل نقول اكتشاف دولة جديدة مثلًا؟ فلنجعلها جزيرة أفضل، لأن الجزر تكوين أصيل وطبيعي في بنية الأرض، أما الدولة فهي مفهوم بشـ….

فلننتقل للخبر المثير مباشرة: قام الباحثون أخيرًا بتصنيف عضو جديد بالكلية في أجسامنا، وهو عضو ظل مختبئًا أمام أعيننا طيلة الوقت في الجهاز الهضمي. “المساريق” هو اسم العضو الجديد القديم.

لماذا هو جديد قديم؟ حسنًأ، هو ليس جديدًا بالمعنى الحرفي، وكما لاحظت فنحن لم نقل “اكتشاف” عضو جديد، بل “تصنيف” عضو جديد، وهو فارق شاسع إن فكرت في الأمر!

المساريقا Mesentery ظلت حتى وقت قريب للغاية، أواخر 2016، ينظر إليها على أنها طية من نسيج غشائي تنشأ من الجدار الخلفي للتجويف البريتوني وتتصل بالمجرى المعوي؛ وتوجد ضمنها الشرايين والأوردة التي تزود الأمعاء. أو كما يعرفها معجم اللغة العربية المعاصر بأنها “نسيج يثبت القناة الهضميّة في جدار التجويف البطنيّ للفقاريَّات”.

كان المعتقد السائد طويلًا  حول المساريقا هو أنها تتكون من أنسجة مجزأة ومنفصلة، بلا معرفة دقيقة لوظائفها أو كيف تعمل؛ لكن الأبحاث الأخيرة أوضحت أنها في الحقيقة عضو واحد متكامل.

https-blueprint-api-production-s3-amazonaws-com-uploads-card-image-334715-ca7e90d1-d4fe-497b-879c-c030ff0ea33a

بناء على الورقة البحثية التي تم اعتمادها بعد التدقيق بالتنظير، يمكننا القول الآن بكل أريحية بانه لدينا عضو في أجسادنا لم يُعترف بكونه عضوًا مستقلًا  ومحددًا إلا الآن. الوصف التشريحي الذي تم اعتماده طيلة 100 عام مضت في علم التشريح حول هذا العضو هو ببساطة غير دقيق وغير صحيح؛ فهذا العضو أبعد ما يكون عن التجزأة والتعقيد. بل هو كيان واحد متكامل بكل بساطة

– ج. كالفين كوفي J Calvin Coffey – باحث بمشفى ليمريك الجامعي بأيرلندا، وأول من أثار هذا الكشف

أي أننا لا نتحدث عن اقتراح طبي أو نظرية على الورق بعد الأن! فبداية من نهاية العام الماضي 2016K، بدأ الطلاب في كليات الطب المرموقة حول العالم في دراسة المساريقا باعتبارها عضوًا محددًا؛ بالإضافة إلى تحديث أشهر مراجع التشريح الطبي جرايز أناتومي  Gray’s Anatomy ليضم التعريف الجديد للمساريقا.

gray1038

دافنشي!

المثير هنا أيضًا أن أحد أول التشريحات القديمة للمساريقا ترجع للعبقري ليوناردو دا فنشي، ولقرون ظلت تلك الشروحات مهملة لا يعتد بها حتى قرن مضى. وحتى مع دراسة المساريقا طيلة القرن الماضي، افترض الأطباء أنها ذات بنية مجزأة ومتفرقة ما جعلها قليلة الأهمية إلى حد كبير.

DSU431365_bw.indd

لكن كوفي وزملائه في جامعة ليمريك، طيلة أربع سنوات مضت، قاموا بجمع أدلة مستفيضة على ضرورة اعتبار المساريقا كعضو مستقل، وقاموا بنشر ما توصلوا إليه في الورقة البحثية الأخيرة لهم. يمكنكم مشاهدة العضو الجديد كاملًا  تاليًا…

mesentery

وبالرغم من أن هذا الكشف لا يغير شيئًا من طبيعة أو بنية العضو الذي ظل مختبئًا في أجسادنا منذ الأزل، إلا أن التصنيف الجديد له يفتح الباب أمام مجال أرحب لعلوم الطب فيما يتعلق بأمراض الباطنة والجهاز الهضمي.

عندما نتعامل معه باعتباره عضوًا كغيره من الأعضاء في أجسامنا، يمكننا تحديد المرض البطني بشكل أفضل باستقصاء ما له صلة بهذا العضو. الخطوة التالية هي تحديد وفهم خواص المساريقا كونها عضو كامل بخواص ثابتة، ما يعني أنه حال وضع واعتماد تلك الخواص، سنتمكن من ملاحظة أي خلل في الوظائف يرتبط بأمراض الباطنة ومن ثم تحديد المرض. ومع تراكم معارفنا حوله وتوثيقها، سيصبح لدينا حقل جديد من علوم الطب … علوم الطب المساريقي!

الوضع يتغير إذن: صرنا نعرف تكوين وبنية هذا العضو الجديد جيدًا الآن، إلا أن خواصه لا تزال تستغلق على فهمنا بشكل يكاد يكون كليًا حتى كتابة هذه السطور.

والآن ما رأيكم؟ هل هي قارة أم جزيرة؟

 

المراجع: 1 2 3



from http://ift.tt/2hR13CE

Share this:

JOIN CONVERSATION

    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 comments:

Post a Comment