أصعب شعور يمكن لأحدهم اختباره هو شعور الفقد؛ وبالمقارنة به قد يكون أي خبر سيء مهما كان مروعًا أكثر رحمة من الانتظار وتراكم الأفكار. الفقد ثقب كبير في القلب تعوي به الرياح بلا توقف.
كل عام، يعاني عشرات الآلاف في عالمنا العربي هذا الشعور الكاسح بلا دواء، مع حالات الفقد والاختفاء المتزايدة. صار هناك ألف سبب قد يقترن باختفاء أحدهم ما بين خطف أو الضياع أو رحلة هجرة غير شرعية أو نزوح فرارًا من جحيم الحرب. وفي محاولة لتعقب المفقودين والمساعدة في العثور عليهم، قام مطور برامج سوري بإنشاء موقع “يمكن هون MaybeHere“، والذي يضم منصة يمكن للأصدقاء والعائلات التبليغ من خلالها عن حالات الفقد والاختفاء ومشاركة المعلومات بشأنها. وحتى الآن، ساعدت هذه المنصة على العثور على 15 مفقودًا …
نحن نرسم ابتسامة، نمسح دمعة، ونُعيد الأمل المفقود
محمد توتنجي شاب سوري مختص في علوم الحاسوب ومغترب في تركيا، أطلق منصة maybehere الأولى من نوعها في الوطن العربي في مجال توثيق حالات الفقد أو العثور على أشخاص بلا هوية. موقع “يمكن هون” بسيط بلا تعقيدات في الواجهة ويتكون بالأساس من قسمين رئيسيين، الأول “بلّغ عن مفقود” والثاني “بلّغ عن شخص عثرت عليه” بالإضافة إلى أرقام لذوي المفقود للتواصل.
يقوم الموقع بتحديث آخر مستجدات المفقودين يوميًا، بينما يقوم محمد بنفسه بالتأكد والتحري عن أرقام التواصل مع ذوي المفقودين الموجودة تحت صورهم حرصًا على عدم الوقوع في أي عمليات تضليل ستضر أكثر مما تساعد كثيرًا. تعامل الموقع في البداية حصريًا مع حالات الفقد والاختفاء في سوريا فقط لكنه توسع حاليًا بلدانًا أخرى وصار يحوي خاصية البحث بحسب البلد.
سؤال وجواب مع محمد توتنجي
هل يمكنك أن تشرح لنا أكثر عن المنصة؟
المنصة عبارة عن موقع الكتروني من أجل التبليغ والبحث عن المفقودين، وتحتوي على خدميتين أساسيتين
1 التبليغ عن شخص مفقود: والمقصود بالمفقود أي شخص اختفى بظروف غامضة وانقطعت أخباره بما في ذلك الحالات التي بدأت بالظهور في الأعوام السابقة والتي تهاجر عن طريق البحر الى الدول الاوربية.
2 بلغ عن شخص عُثر عليه: وهي الحالة العكسية للخدمة الأولى، فكثير هي الحالات التي يعثر بها الأشخاص على أطفال ضائعين وخصوصًا في الأسواق أو في فترات الأعياد؛ ناهيك عن الحالات التي يكون صاحبها عنده مرض كالزهايمر أو فقدان ذاكرة بحيث يخرج من منزله دون وجود أي اثبات معه يفيد بالتعرف عليه.
في كلتا الحاليتن يمكن لأي أحد أن ينشئ حسابًا على الموقع ومن ثم يقوم باستخدام الخدمة التي يحتاجها والتي هي عبارة عن إدخال بعض المعلومات عن هذه الحالة والتي تنقسم على الموقع على النحو التالي:
- بيانات شخصية: كالاسم، العمر، الجنسية، النوع، لون العينين، لون البشرة، لون الشعر، بالاضافة إلى الطول والوزن
- بيانات إضافية: وهنا يتم ذكر بعض العلامات المميزة مثل وجود شامة كبيرة على خده أو وشم على شكل ما على يده، ويتم ارفاق صورة شخصية للحالة.
- بيانات الحادثة: وهنا يتم ذكر التاريخ والمكان بالإضافة الى شرح بسيط يتكلم به الشخص عن كيف فقد أو عثر على الشخص
- بيانات الاتصال: وهو رقم هاتف مدير هذه الحالة والتي سيتلقى عليه الاتصلات في حال تم رؤية هذا الشخص من قبل المستخدمين الذين يصلهم رابط هذه الحالة.
بعد حفظ هذه البيانات سيتم توليد صفحة خاصة بهذه الحالة على المنصة والتي تحوي على كامل البيانات المدخلة، وهنا يقوم مدير الحالة بنشر الصفحة على صفحات التواصل الاجتماعي من خلال أدوات النشر المتاحة داخل الصفحة. وبالطبع يستطيع مدير الحالة تعديل البيانات واغلاق الحالة في حال تم العثور عليها؛ علمًا بأن مجمل الوقت اللازم للتبليغ عن أي حالة ونشرها لا يتعدى الخمس دقائق.
مالذي دفعك لإنشاء “يمكن هون”؟
الذي دفعني لاطلاق هذه المنصة … هنالك أسباب كثيرة في الواقع، لكن أهمها:
- كثير من الدول لا تقوم باتخاذ أي إجراء حتى مرور 24 ساعة على الاختفاء وهذه المدة في الوقت الحالي كافية لتهريب المفقود في حال كان طفلًا إلى بلد مجاور. لذلك فوجود منصة توفر عملية إعلان عن هذه الحالة ونشرها فور حصولها من قبل أهل المفقود ستكون مفيدة جدا لهم.
- كثير من الحالات يتم نشرها بشكل عشوائي على شبكات التواصل ومن ثم يقوم المتعاطفين بهذه الحالة باعادة النشر ويمكن في كثير من الأحيان أن تحدث أخطاء في بيانات الحالة عند نشرها من صفحة لأُخرى. وهنا يحصل لدينا مشكلتين في هذه الطريقة. ففي حال تم العثور على الشخص خلال مدة زمنية قصيرة … فإن الذين قاموا بالتعاطف ونشر الحالة للأسف سيستمروا بالمشاركات والتبليغ على عن هذه الحالة والتي هي في الواقع لم تعد موجودة. ناهيك عن الاتصالات التي ستصبح مزعجة بعد فترة بالنسبة لأهل المفقود، والمنصة حلت هذه المشكلة تمامًا بما أن المشاركة عبارة عن رابط وبمجرد قيام مدير الحالة باغلاقها ستظهر رسالة داخل صفحة الحالة تفيد بأنها مغلقة وتم العثور عليها.
كذلك، وفي الحالات التي تطول مدة اختفائها … فإن النشر الحالي على صفحات التواصل وبمرور الأيام سيصبح منشور مُهمل بسبب كثرة المنشورات على أي صفحة لها متابعين، وهذه ما يستدعي إعادة الطلب من الأهل بالنشر من جديد عن الحالة. المنصة حلت هذه المشكلة، فطالما أن الحالة لم يتم اغلاقها فستبقى موثقة داخل المنصة ويمكن لأي شخص أن يعيد نشر الرابط الخاص بها.
- أهمية وجود مكان موحد يقصده الشخص للعثور على مفقود. فأغلب الذين يقومون بالبحث عن شخص ضائع يقومون بالبحث بعشوائية سواءا في الفيس بوك او غوغل، إلخ. وهذا هو السبب الرئيسي الذي دفعني لانشاء هذه المنصة ودعمها بميزة بحث متقدمة، حيث يمكنك داخل المنصة أن تقوم بالبحث و الفلترة على جميع البيانات الموجود في كل حالة.
فمثلًا تستطيع البحث عن جميع الذكور المفقودين والذين يملكون لون بشرة فاتحة + لون عينين أزرق أو أخضر + جنسيته وآخر موقع تم مشاهدته به بين تاريخين تقوم أنت بتحديدهما. وهذه الميزة مفيدة جدًا في الحالات طويلة الأمد.
متى انطلقت المنصة تحديدا؟
الممنصة جديدة وتم اطلاقها من أول الشهر السابع في العام الحالي 2017.
سعادتنا كبيرة في عالم الإبداع بمبادرة محمد وبتواصله معنا، وقد قمنا بتجربة المنصة بالفعل وسرّنا التصميم البسيط لكن الفعال الخاص بها. ندعوكم لزيارة “يمكن هون” للاطلاع على كل شيء والتسجيل بها، ومع أننا نتمنى ألا تضطروا يومًا لاستخدامها بشكل شخصي، إلا أنه يجب أن نتذكر أن هناك جزءً من مسئوليتنا المجتمعية يقضي بمساعدة الآخرين متى توفر هذا. طالعوا “يمكن هون” على الموقع الرسمي أو على صفحة فيسبوك الخاصة بهم، فمن يدري؟! ربما كنت أنت من يرسم ابتسامة، يمسح دمعة، ويُعيد الأمل المفقود!
رابط المقال الأصلي: يمكن هُون: منصة عربية مميزة للإبلاغ عن المفقودين.
عالم الإبداع: http://ift.tt/2wgNGUr
from عالم الإبداع http://ift.tt/2m6KAys
via IFTTT
0 comments:
Post a Comment