إن أحد أهم مفاتيح
النجاح و زيادة كفاءة العمل هو القدرة على التركيز في العمل أو المهمة التي بين أيدينا،
لا يهم ماذا كنت تعمل، واجباتك المدرسية، تصميم لوحة فنية، إعداد طبخة شهيّة، لا يهم
ما مدى خطورة أو سهولة المهمة التي بين يديك، فعندما لا تستطيع أن تركز على ما تقوم
به، فإنك إما أن تفشل في تحقيقه أو أنك لا تحققه بالشكل و الكفائة المطلوبة.
لقد أثبتت الدراسات
في هذا المجال، أن ضعف أو عدم القدرة على التركيز تؤدي بلا شك إلى عمل مليء بالأخطاء أو إلى أداء بطيء. مصادر التشتت كثيرة و
متنوعة. قد يكون مديرك أو زميلك في العمل، و قد يكون أحد أفراد عائلتك، أو أنها الأفكار العشوائية التي تخطر ببالك،
أو المكالمات الهاتفية، بمجرد أن يحدث التشتت فإنك حتما ستحتاج إلى أن تعيد نفسك إلى جو العمل.
عملية الإستعادة
هذه قد تستغرق ثوان، أو قد تمتد لمدة نصف ساعة أو أكثر تبعا لمدة التشتت و لمدى تعقيد
المهمة التي تقوم بها. لك أن تتخيل الوقت الذي تحتاجه لاسترجاع تركيزك في مهمة برمجة
إلكترونية أو حل مسألة رياضيات معقدة أو إجراء تجربة ما!
أحيانا قد تحاول
القيام بأكثر من مهمة في وقت ما، مشاهدة الأخبار و كتابة تقرير و التحدث عبر الهاتف
بين حين و آخر، و تكون مقتنعا تماما من أنك بذلك ترفع من إنتاجيتك و كفائتك. في الحقيقة
إن مثل هذه المهام المتعددة تؤدي النتيجة نفسها التي تؤديها عوامل التشتيت الأخرى التي
سبق الإشارة إليها.
الدراسات أثبتت أنك
إذا استطعت أن تستقطع جزءا من وقتك للتركيز على أداء مهمة معينة فإنك حتما ستنجزها
في وقت أقل مما تحتاجه، و بكفاءة أكبر.
من أجل مساعدتك على
تطوير قدرتك على التركيز و التحكم في عوامل التشتيت مما سيرفع من كفائتك و سرعة أدائك
للمهام ، إليك بعض النصائح المجربة و الفعّالة:
1)
تمرين التركيز:
العداء لا يمارس
رياضته وقت السباق فقط، بل يقوم بالتمرن مسبقا. وقت التمرين قد يفلح و قد يخسر، لكن
ذلك لا يهم، إنه تمرين و حسب، أنت أيضا تحتاج للتمرن على التركيز في الأوقات التي لا
تحتاج فيها إلى التركيز فعلا. إذا فعلت ذلك فإنك ستنجح حتما في التركيز عندما تحتاج إليه.
2)
مشاهدة الشمعة :
أشعل شمعة جميلة،
حدق النظر إلى ضوء الشمعة، ركز نظرك على الشعلة فقط. ركز ملاحظتك على لونها و حركتها
فقط. لا تحاول أن تحلل أي شيء بالنسبة للشعلة
أو اللون، فقط شاهد و لاحظ. عندما يبدأ عقلك في التفكير بشيء آخر فقط تذكر أن تعود للتركيز على ضوء الشمعة. حاول أن
تطبق ذلك لمدة 5 دقائق، اضبط عداد ساعتك.
3)
ملاحظة التنفس و دقات القلب :
تمرين آخر مشابه
للتمرين السابق، لكن دون الحاجة إلى شيء خارجي. حاول أن تركز تفكيرك في تلاحق أنفاسك
و دقات قلبك. فقط ركز تفكيرك في ملاحظة دقات قلبك و تلاحق
أنفساك لمدة خمس دقائق.
4)
إعزل نفسك عن محيطك :
عندما تقرأ أو تعمل
على الحاسوب، تخيل نفسك محاطا بجدران عازلة للصوت. عندما يتبادر إليك صراخ الأطفال
فقط تذكر أنك معزول عن الآخرين.
5)
ضع أهدافا محددة
:
عندما تضع لنفسك
هدفا، فإنك تسعى لتحقيقه. مثلا، ضع لنفسك مكافئة معينة تحصل عليها عند إنهاء جزء ما
من مهمتك. المكافئة قد تكون وقتا للتسلية أو وجبة
شهيّة. يجب أن تلتزم بإنهاء المهمة أولا.
6)
قلّص وقت التركيز
:
كما أن بدنك يحتاج
إلى راحة بعد القيام بجهد بدني، فإن عقلك يحتاج إلى راحة أيضا بعد القيام بجهد عقلي.
لا تحاول التركيز على مهمة ما أكثر من 60 أو 90 دقيقة. امنح
نفسك وقتا مستقطعا.
7) تجنب المنبهات :
القهوة و السكّر،
أو حتى شراب الريدبول قد يمنحانك الطاقة، لكن لا يمنحانك التركيز اللازم!
8)
رتّب عقلك :
إن عقلك مثل الخزانة،
عندما تكتفي برمي الأشياء داخلها، فإنها تمتلئ و تبدو الأشياء مبعثرة. بالمثل، فإن
إلقاء المعلومات في عقلك دون ترتيب أو تصنيف، يتعب عقلك و يقلل من كفائته. امنح نفسك وقتا لترتيب الأشياء و المعلومات
في عقلك تماما كما ترتب الملفات المجلدات في حاسوبك الخاص! فكر بذلك قليلا قبل الإنتقال
للنصيحة التالية.
9)
دوّن قائمة مهامك
:
دون المهام التي
عليك القيام بها، و الأفكار التي تحاول أن تشتتك أثناء قيامك بمهمتك. سجلها على ورق
كي تعود لتذكرها و القيام بها بعد انتهائك من مهمتك الحالية. لا تستجب
لعوامل التشتيت.
10) استخدم عبارة "لا تزعجني" ، و اطفئ التلفاز، و الهاتف و تجنب
الإنترنت
كثيرون يتصلون بك
دون مراعاة وقتك و مزاجك و التزاماتك، أنت لست مجبرا على الرد على كل تلك الإتصالات
و كأنها واجب ديني أو قانوني! تعلم أن تقفل هاتفك، و تطفئ التلفاز. كما
تعوّد أن تقول " لا تزعجني أنا مشغول" و لكن بلطف مع شريك حياتك و أولادك!
من حقك أن تتمتع بوقتك الخاص للتركيز. إذا تعذر ذلك قد تحتاج للإنتقال
لمكان آخر أقل إزعاجا، لا تكن مزعجا للآخرين أنت أيضا.
11) امنع التشتت قبل حصوله
:
عندما تعلم أن شيئا
ما سيحدث أثناء قيامك بمهامك، تعامل معه قبل أن يحدث. قد تحتاج لكوب قهوة، قم بإعداده
قبل بدء العمل. قد تحتاج للإتصال بمديرك أو زميلك في العمل،
قم بالإتصال قبل بدء العمل.
12) استعد تركيزك :
عندما لا تستطيع
أن تستعيد تركيزك بمجرد التفكير باستعادته، جرب القيام بشيء جديد. مثلا، حاول أن تكتب
شيء مما يتعلق بالمهمة التي عليك القيام بها. واصل الكتابة لتستعيد تركيزك
و تواصل عملك.
13) طور اهتمامك بما تقوم به
:
قد لا تكون مهتما
كثيرا بما تقوم به، فأنت تقوم به فقط لأن مديرك أمرك بذلك، أو لأنه واجب مدرسي أو مهمة
منزلية عليك القيام بها. تعلم أن تطور اهتمامك بما تقوم به قد لا تستمتع بأداء المهمة
بشكل كلي، لكن بإمكانك التفكير في ما سيحدث بعد أدائها. قد تحصل على مكافئة، أو أنك قد
تحمي نفسك من كثير من اللوم أو العتاب.
14) طور استمتاعك بأداء مهامك
:
مرة أخرى، قد لا
تكون مستمتعا بالمهمة التي تقوم بها. إذا أعطيت نفسك لحظات أو دقائق للتفكير في كيفية
أداء مهمتك، ستجد شيئا بإمكانك أن تستمتع بأدائه ، و قد تحتاج لأن تبتدع جزءا ممتعا
بالنسبة إليك. ركز اهتمامك على هذا الجزء الممتع عند أداء المهمة.
15) تفهم الظروف التي ترتقي بالتركيز
:
اسأل نفسك الأسئلة
التالية: متى تجد التركيز أسهل بالنسبة إليك؟ هل تفضل الإضائة المركزة أو الضعيفة؟ هل تفضل الجو الهادئ أو تفضل بعض الأصوات؟
هل تركز بشكل أفضل في المحيط الفارغ أو المزدحم؟
16) طور بيئة عملك :
بعد أن قمت بتحديد
الظروف الأفضل لتطوير قدرتك على التركيز، بادر بتطوير بيئة عملك قدر الإمكان لتناسب
ذلك. غير نوع الإضاءة و شدتها، غير الكرسي إذا
احتاج الأمر و اصنع من مكتبك أو غرفتك بيئة عمل مثالية تناسب حاجاتك و نظامك العقلي الخاص. إن لهذا تأثير كبير
على قدرتك على التركيز و كفائتك في العمل.
17) مارس قاعدة "خمسة أكثر"
- قاعدة مهمة وفعاااااالة جداً - عندما تقرر أن تأخذ وقتا للراحة، انتظر
قليلا و قرر أن تستمر في العمل لمدة 5 دقائق فقط قبل أن تتوقف. إذا كنت تقرأ و قد قررت أن تتوقف بعد عشرة أسطر، قرر
أن تقرء خمسة أسطر أخرى. عندما تقرر أن تتوقف بعد إكمالك حل المسألة الحالية، قرر حينها أن تتوقف
بعد أن تنهي خمس مسائل ، فقط حاول ذلك.
ختاما، من المتوقع
أن لا تروق لك بعض الأفكار ولكن لا يضر بل من النافع تجربة إحداها إن أحببت ..
0 comments:
Post a Comment