وسط المآسي التي يموج بها عالم البشر كل يوم، يحدث أن يتم تسليط الضوء على حالات أخرى تمس القلوب مع أنها تتناول ممالك أخرى غير مملكة الهومو سابيانز أو الإنسان العاقل. وهذا هو ما حدث تمامًا مع ذلك الطائر صاحب الطلة الصادمة للوهلة الأولى، لكن الآثرة متى عرفت قصته!
إنها أنثى! اسمها رِيا Rhea، بكسر الراء، وتبلغ من العمر عامين ونصف وقد أسرت قلوب كل من شاهدها وعلم بقصتها.
ريا مصابة بمرض تساقط الريش وتآكل المنقار الببغائي (Psittacine Beak and Feather Disease (PBFD وهو اسم مرض مخيف يشرح نفسه بلا عناء: الفيروس النادر متى أصاب ضحيته يتسبب في تساقط الريش بالكامل، وتشويه المخالب ونخر بالمنقار! مروع، أليس كذلك؟ لدينا نحن البشر شيء لا يقل ترويعًا، وهو الجزام!
لكن ريا كانت محظوظة إذ عثرت عليها إيزابيلا، 23 سنة، التي تعمل كمصممة جرافيك. واحذروا ماذا قامت به إيزابيلا؟ نشرت قصة الببغاء المسكينة بصور غاية في العذوبة لفتت جميع الأنظار إلى حالة الطائر الذي يواجه الموت.
في البداية تلقيت هجومًا متواصلًا بتعليقات سلبية كثيرة حيال مظهرها وحالتها الصحية، لكني لم ألتفت لها حقًا. كنت أرغب في أن يدركون الجمال في الاختلاف وأن يتقبلونها كما هي؛ لكن رسالتي الحقيقية كانت لهولاء المختلفين بيننا جراء مرض ما أو حالة وراثية بأن يقبلوا أنفسهم ويحبونها، تمامًا كما تتقبل ريا نفسها وتحبها!
كذلك، تواصل معي الكثير من الأشخاص من مختلف أنحاء العالم ممن تعاني طيورهم الأليفة من المرض نفسه. قراءة قصصهم ومعرفة أن هناك من يكافح لمنح ببغاتهم فرصة ثانية للحياة أعطاني الأمل للاستمرار.
هذا كلام عميق ورائع حقًا! لكن التفاصيل الأخرى الجميلة لم تنتهي هنا بعد!
تلقيت كذلك العديد من السترات المطرزة الرائعة لريا من أجل إبقائها دافئة. كونها بلا ريش، فهذا يعرضها للإصابة بالبرد، لذا أحافظ على شقتي دافئة دائمًا، وأفرش قفصها ببطانية سميكة قبل أن تخلد للنوم
الأمر الآخر الرائع بشأن ريا أنها مع أنها لا تستطيع الطيران بحالتها هذه، إلا أنها لا تنفك تحاول طيلة الوقت!
سلوكها المرح المليء بالفرح يبهرني وكل من يقابلها بلا استثناء. يبدو الأمر وكأنها لا تعلم أنها مريضة أو مختلفة أو أنها لا تهتم بهذا. إنها قدوة يجب الاحتذاء بها قطعًا!
تم إنقاذ ريا في الأصل بواسطة عيادة باك باي البيطرية ببوسطن قبل أن تتبناها إيزابيلا وتتولى رعايتها. وحالة ريا المرضية ليست متقدمة، حيث لم تتشوه مخالبها أو ينخر منقارها… بعد. فللأسف، لا يوجد علاج طبي معروف لمرض PBFD بعد.
لا يوجد ما أستطيع فعله لريا كي تتحسن. لكني ممتنة لكل شخص منحني من وقته وجهده ما جعل حياة ريا أفضل. الخطابات، الرسائل، السترات، والألعاب التي أتلقاها تمنحني الأمل بوجود أشخاص طيبون في كل مكان.
بهذه الكلمات سأدعكم تتأملون العالم الذي نعيشه. قارنوا بين ريا وأي كائن آخر تتعذب روحه بلا اهتمام. قارنوا بين رد فعل من علم بقصتها ورد فعل من يشاهد أرواح البشر وأطفالهم تزهق في صمت وتواطؤ. هل هناك أشخاص طيبون حقًا … في كل مكان؟!
from http://ift.tt/2hgz3tf
0 comments:
Post a Comment