باختلاف الزمان و المكان تتشكل ألاف الحكايات المتنوعة, تجمع تارة الحياة السعادة السلام… و تارة أخرى الموت الحزن الظلم…تتوقف لوهلة في تذكار يبقى خالدا إلى الأبد, هذا الأخير الذي يمكن أن يكون عبارة عن صورة بسيطة لكن بمعاني عميقة, تؤثر على كل من سقطت عينه عليها , لتحرك فيه ولو جزءا صغيرا من مشاعره المدفونة وسط عالم يزداد سواده يوما بعد يوم.
في كل يوم, بل و في كل لحظة, توثق حكاية من هذه الحكايات بنقرة بسيطة على آلة ابسط لتغير مجرى ضمائر كانت على وشك النوم.
من هنا أقدم لكم لائحة بمجموعة من الصور, التي أثرت على عقول و قلوب العالم بأسره, هذه الصور التي لن تمحى من الذاكرة مهما تغير الزمان و المكان.
الشهيد علال بن عبد الله الذي يعتبر و ليومنا هذا في المملكة المغربية رمزا من رموز الوفاء, الشهامة و الانتماء الوطني .هذا الإنسان البسيط الذي أشعل لهيب شعب متعطش للاستقلال و ذلك بعد محاولة قتله بن عرفة ( كما يظهر في الصورة) الذي اعتبر في ذلك الوقت ملكا مؤقتا بعد نفي الملك الشرعي محمد الخامس طيب الله و ثراه و عائلته.
هذا الحدث وبعد سقوط علال بن عبد الله شهيدا برصاص جنود الاستعمار, أدى إلى تفجير مشاعر المغاربة التي عليت أصواتهم منددة بالوجود الاستعماري.
هذه الصورة ستبقى خالدة في أمجاد كل من عاش أو لم يعش هذا الحدث, إذ أنها تمثل الفخر, الغيرة و الروح الوطنية الصادقة.
في سنة 1957 قررت المحكمة الأمريكية السماح لأول طالبة ذات البشرة السوداء دورثي كاونتس بالدراسة في جامعة مع ذوي البشرة البيضاء, إذ كانوا سابقا يدرسون منفصلين .
هذه الصورة تبين الواقع المرير الذي عاشته هذه الطالبة من استهزاء و تحرش من طرف زملائها, لكن رغم كل مظاهر العنصرية التي واجهتها إلا أنها بقيت صامدة برأس مرفوع, و قوة تحد كبيرة لتبرهن للجميع على أن الإنسان الحقيقي هو بأفكاره و عقله و ليس بلونه أو عرقه.
تعتبر هذه الصورة مثالا حيا للتحدي و النضال رغم كل المعيقات .
هذه الصورة التي التقطت عام 1993, هي واحدة من الأكثر تأثيرا في العالم, فقصتها التي تدمع العين و انتحار المصور KEVIN RVARTE الذي التقطها جعلاها تندرج ضمن قائمة لأكثر الصور بؤسا.
أما قصة الصورة فهي أن هذا النسر كان ينتظر موت الطفلة حتى يأكلها و هذا ما يمكن أن يوضح انقلاب الموازين ليصبح الإنسان ملاذا لمعدة الطيور. أم يمكن أن يكون هذا النسر يقف دقيقة تأمل لجسد طفلة أضار الزمان ظهره لها. إنها صورة تستحق التأمل فعلا.
محمد الذرة الاسم الذي لن يمحى من الذاكرة, ذلك الطفل البريء لم يتوقع يوما أن تنتهي حياته برصاصة من الاحتلال الذي لم يسام يوما من مجازره.
هذه الصورة التقطت سنة 2000 بواسطة طلال أبو رحمة, لتلمس بذلك مشاعر العالم بأسره وتكون بداية لانتفاضات واسعة هزت معظم الدول و خاصة الدول الإسلامية.
محمد الذرة ليس أول أو أخر طفل يتعرض لهذا النوع من الانتهاكات في دولة فلسطين, لكن صورته هذه نزلت كالصاعقة في نفوس البشر ليحسوا و لو بشكل قليل ما يعانيه الأطفال و كذا الكبار من جراء ذلك الاستعمار.
منذ ذلك الوقت وليومنا هذا, نفس السؤال يطرح نفسه إلى متى؟
جاكلين كيبليمو عداءة كينية من مواليد سنة 1984, في سنة 2010 شاركت هذه الأخيرة في سباق كان يعتبر من اقوي المنافسات, حيث أن الجائزة المخصصة عبارة عن مبلغ مالي قيمته 10.000$ ناهيك عن اللقب.
رغم كل هذه المثيرات, إلا أن العداءة جاكلين ضحت بها من اجل مساعدة منافس لها في نفس السباق, و هو من أصل صيني و من ذوي الاحتياجات الخاصة, حيث قدمت له قنينة ماء في الوقت الذي رفض الآخرون مساعدته دون اخذ جاكلين أي اعتبار باللقب الذي كانت على وشك الوصول إليه.
هذه الصورة تؤرخ تلك اللحظة التي فاجأت كل من شاهدها, ليؤكد بعد ذلك أن جاكلين العداءة الأكثر إنسانية من غيرها, و أن المال و اللقب لم يمكن أن يكونا عقبة أمام من أراد مساعدة الآخرين و إظهار إنسانيته, التي تعطي القيمة الأكبر لكل إنسان ورغم التنافس فالمبادئ و الأخلاق لا يجب أن تتأثر بمثيرات العالم الخارجي .
في يوم الثلاثاء 12 يناير2010 تعرضت هايتي إلى زلزال مدمر, و الذي اعتبر كأقوى زلزال منذ حوالي 200 سنة , حيث بلغت درجاته 7 درجات على مقياس ريختر .
التقطت هذه الصورة بعد ذلك الزلزال المروع, و هي لطفل ذو السبع سنوات, فبعد أن كان تحت الأنقاض يصارع الموت كتبت له الحياة مرة أخرى , وسط فرحة عارمة لمست كل من شهد تلك اللحظة التي اعتبرها البعض بمثابة معجزة لذلك الطفل الصغير .
صورة تجمعت فيها أحاسيس مختلف, من سعادة, تعجب و كذا يقين بان كل حدث هو قسمة من الله عز و جل, و أن الأقدار يمكن أن تقف أمام رغباتنا, كما يمكن أن تهدينا ابتسامة تتغير فيها حياتنا بالكامل.
المساعدة ليست بمعاملة تقتصر على البشر فيما بينهم فحسب, فحتى الحيوانات يجب أن تأخذ نصيبها من هذا الفعل.
هذا ما توضحه هذه الصورة التي التقطت سنة 2011 أثناء فيضان ضرب منطقة في الهند, حيث يحاول هذا الشخص مساعدة قطط و ذلك بحملهم فوق رأسه, لكي لا يغرقهم ذلك الطوفان الذي أودى بحياة الكثيرين. تبين الصورة أيضا الخوف و الرهبة التي عاشته القطط في تلك الأثناء, لكي يبرهن للعالم أن الحيوانات تمتلك أيضا ينابيع المشاعر, و على الإنسان مساعدتها مهما كانت الظروف.
2012 لم تكن بالسنة البيضاء بالنسبة لمسلمي بورما, إحدى دول شرق أسيا. إذ تصاعدت حرب الإبادة ضدهم من طرف جماعة البوذيين, كما عرفت العديد من ولايات بورما أعمال شغب و عنف شديد ضد المسلمين باختلاف أعمارهم والذين تعرضوا لشتى أنواع التعذيب و القتل, إذ ثم إصابة أكثر من 500 شخص و خطف ما يفوق 300 شخص و قتل أزيد من 250 شخص كلهم مسلمون .
كما قامت جماعات من البوذيين بتدمير و حرق أكثر من 1600 منزل ضمن 20 قرية. كما انه لم يتم تحديد الإحصائيات النهائية لهذه المجازر نظرا لحالات الذعر و الترهيب الذي عاشها مسلمو بورما .
هذه الصورة ما هي إلا جزء لا يتجزأ من ذلك العذاب, وسط صمت رهيب يجتاح دول العالم التي لم تحرك ساكنا أمام هذه الفاجعة.
ليومنا هذا لا توجد أخبار قارة حول وضع المسلمين في بورما, و لازال الصمت سيد الموقف.
عندما يعبر البحر عن أحاسيسه بطريقة يمكن أن تفجر مشاعر أي إنسان, هكذا هي صورة ألان الكردي التي نزلت كالصاعقة في نفوس العالم بآسره.
هذا الطفل البريء الذي لم يشأ البحر ابتلاعه , حيث أوصله برفق إلى شاطئ الأمان بعد أن صعدت روحه عند لله عز وجل . ذلك لإيقاظ ضمائر العالم التائهة في ألامبالاة ليقف الجميع وقفة حسرة على أحوالنا التي تزداد سوءا, ومشاعرنا التي ترقد في سبات عميق.
هذه الصورة صعدت موجة استنكار, ذهول, غضب و حزن في قلوب الجميع. لتعتبر بذلك صورة ألان الكردي رحمه الله الأكثر تعبيرا و تأثيرا لسنة 2015.
المصادر
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14
from http://ift.tt/1Og64tz
في كل يوم, بل و في كل لحظة, توثق حكاية من هذه الحكايات بنقرة بسيطة على آلة ابسط لتغير مجرى ضمائر كانت على وشك النوم.
من هنا أقدم لكم لائحة بمجموعة من الصور, التي أثرت على عقول و قلوب العالم بأسره, هذه الصور التي لن تمحى من الذاكرة مهما تغير الزمان و المكان.
تحية وطنية
الشهيد علال بن عبد الله الذي يعتبر و ليومنا هذا في المملكة المغربية رمزا من رموز الوفاء, الشهامة و الانتماء الوطني .هذا الإنسان البسيط الذي أشعل لهيب شعب متعطش للاستقلال و ذلك بعد محاولة قتله بن عرفة ( كما يظهر في الصورة) الذي اعتبر في ذلك الوقت ملكا مؤقتا بعد نفي الملك الشرعي محمد الخامس طيب الله و ثراه و عائلته.
هذا الحدث وبعد سقوط علال بن عبد الله شهيدا برصاص جنود الاستعمار, أدى إلى تفجير مشاعر المغاربة التي عليت أصواتهم منددة بالوجود الاستعماري.
هذه الصورة ستبقى خالدة في أمجاد كل من عاش أو لم يعش هذا الحدث, إذ أنها تمثل الفخر, الغيرة و الروح الوطنية الصادقة.
التحدي
في سنة 1957 قررت المحكمة الأمريكية السماح لأول طالبة ذات البشرة السوداء دورثي كاونتس بالدراسة في جامعة مع ذوي البشرة البيضاء, إذ كانوا سابقا يدرسون منفصلين .
هذه الصورة تبين الواقع المرير الذي عاشته هذه الطالبة من استهزاء و تحرش من طرف زملائها, لكن رغم كل مظاهر العنصرية التي واجهتها إلا أنها بقيت صامدة برأس مرفوع, و قوة تحد كبيرة لتبرهن للجميع على أن الإنسان الحقيقي هو بأفكاره و عقله و ليس بلونه أو عرقه.
تعتبر هذه الصورة مثالا حيا للتحدي و النضال رغم كل المعيقات .
وقفة تأمل
هذه الصورة التي التقطت عام 1993, هي واحدة من الأكثر تأثيرا في العالم, فقصتها التي تدمع العين و انتحار المصور KEVIN RVARTE الذي التقطها جعلاها تندرج ضمن قائمة لأكثر الصور بؤسا.
أما قصة الصورة فهي أن هذا النسر كان ينتظر موت الطفلة حتى يأكلها و هذا ما يمكن أن يوضح انقلاب الموازين ليصبح الإنسان ملاذا لمعدة الطيور. أم يمكن أن يكون هذا النسر يقف دقيقة تأمل لجسد طفلة أضار الزمان ظهره لها. إنها صورة تستحق التأمل فعلا.
إلى متى؟
محمد الذرة الاسم الذي لن يمحى من الذاكرة, ذلك الطفل البريء لم يتوقع يوما أن تنتهي حياته برصاصة من الاحتلال الذي لم يسام يوما من مجازره.
هذه الصورة التقطت سنة 2000 بواسطة طلال أبو رحمة, لتلمس بذلك مشاعر العالم بأسره وتكون بداية لانتفاضات واسعة هزت معظم الدول و خاصة الدول الإسلامية.
محمد الذرة ليس أول أو أخر طفل يتعرض لهذا النوع من الانتهاكات في دولة فلسطين, لكن صورته هذه نزلت كالصاعقة في نفوس البشر ليحسوا و لو بشكل قليل ما يعانيه الأطفال و كذا الكبار من جراء ذلك الاستعمار.
منذ ذلك الوقت وليومنا هذا, نفس السؤال يطرح نفسه إلى متى؟
تضحية إنسانية
جاكلين كيبليمو عداءة كينية من مواليد سنة 1984, في سنة 2010 شاركت هذه الأخيرة في سباق كان يعتبر من اقوي المنافسات, حيث أن الجائزة المخصصة عبارة عن مبلغ مالي قيمته 10.000$ ناهيك عن اللقب.
رغم كل هذه المثيرات, إلا أن العداءة جاكلين ضحت بها من اجل مساعدة منافس لها في نفس السباق, و هو من أصل صيني و من ذوي الاحتياجات الخاصة, حيث قدمت له قنينة ماء في الوقت الذي رفض الآخرون مساعدته دون اخذ جاكلين أي اعتبار باللقب الذي كانت على وشك الوصول إليه.
هذه الصورة تؤرخ تلك اللحظة التي فاجأت كل من شاهدها, ليؤكد بعد ذلك أن جاكلين العداءة الأكثر إنسانية من غيرها, و أن المال و اللقب لم يمكن أن يكونا عقبة أمام من أراد مساعدة الآخرين و إظهار إنسانيته, التي تعطي القيمة الأكبر لكل إنسان ورغم التنافس فالمبادئ و الأخلاق لا يجب أن تتأثر بمثيرات العالم الخارجي .
ابتسامة القدر
في يوم الثلاثاء 12 يناير2010 تعرضت هايتي إلى زلزال مدمر, و الذي اعتبر كأقوى زلزال منذ حوالي 200 سنة , حيث بلغت درجاته 7 درجات على مقياس ريختر .
التقطت هذه الصورة بعد ذلك الزلزال المروع, و هي لطفل ذو السبع سنوات, فبعد أن كان تحت الأنقاض يصارع الموت كتبت له الحياة مرة أخرى , وسط فرحة عارمة لمست كل من شهد تلك اللحظة التي اعتبرها البعض بمثابة معجزة لذلك الطفل الصغير .
صورة تجمعت فيها أحاسيس مختلف, من سعادة, تعجب و كذا يقين بان كل حدث هو قسمة من الله عز و جل, و أن الأقدار يمكن أن تقف أمام رغباتنا, كما يمكن أن تهدينا ابتسامة تتغير فيها حياتنا بالكامل.
يد المساعدة
المساعدة ليست بمعاملة تقتصر على البشر فيما بينهم فحسب, فحتى الحيوانات يجب أن تأخذ نصيبها من هذا الفعل.
هذا ما توضحه هذه الصورة التي التقطت سنة 2011 أثناء فيضان ضرب منطقة في الهند, حيث يحاول هذا الشخص مساعدة قطط و ذلك بحملهم فوق رأسه, لكي لا يغرقهم ذلك الطوفان الذي أودى بحياة الكثيرين. تبين الصورة أيضا الخوف و الرهبة التي عاشته القطط في تلك الأثناء, لكي يبرهن للعالم أن الحيوانات تمتلك أيضا ينابيع المشاعر, و على الإنسان مساعدتها مهما كانت الظروف.
الحرب الصامتة
2012 لم تكن بالسنة البيضاء بالنسبة لمسلمي بورما, إحدى دول شرق أسيا. إذ تصاعدت حرب الإبادة ضدهم من طرف جماعة البوذيين, كما عرفت العديد من ولايات بورما أعمال شغب و عنف شديد ضد المسلمين باختلاف أعمارهم والذين تعرضوا لشتى أنواع التعذيب و القتل, إذ ثم إصابة أكثر من 500 شخص و خطف ما يفوق 300 شخص و قتل أزيد من 250 شخص كلهم مسلمون .
كما قامت جماعات من البوذيين بتدمير و حرق أكثر من 1600 منزل ضمن 20 قرية. كما انه لم يتم تحديد الإحصائيات النهائية لهذه المجازر نظرا لحالات الذعر و الترهيب الذي عاشها مسلمو بورما .
هذه الصورة ما هي إلا جزء لا يتجزأ من ذلك العذاب, وسط صمت رهيب يجتاح دول العالم التي لم تحرك ساكنا أمام هذه الفاجعة.
ليومنا هذا لا توجد أخبار قارة حول وضع المسلمين في بورما, و لازال الصمت سيد الموقف.
أحلاما سعيدة
عندما يعبر البحر عن أحاسيسه بطريقة يمكن أن تفجر مشاعر أي إنسان, هكذا هي صورة ألان الكردي التي نزلت كالصاعقة في نفوس العالم بآسره.
هذا الطفل البريء الذي لم يشأ البحر ابتلاعه , حيث أوصله برفق إلى شاطئ الأمان بعد أن صعدت روحه عند لله عز وجل . ذلك لإيقاظ ضمائر العالم التائهة في ألامبالاة ليقف الجميع وقفة حسرة على أحوالنا التي تزداد سوءا, ومشاعرنا التي ترقد في سبات عميق.
هذه الصورة صعدت موجة استنكار, ذهول, غضب و حزن في قلوب الجميع. لتعتبر بذلك صورة ألان الكردي رحمه الله الأكثر تعبيرا و تأثيرا لسنة 2015.
المصادر
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14
from http://ift.tt/1Og64tz
0 comments:
Post a Comment