لا حديث لأحد هذه الأيام إلا عن الفوز “المفاجيء” و”الصادم” لمرشح الحزب الجمهوري، الملياردير دونالد ترمب، على منافسته مرشحة الحزب الديموقراطي هيلاري كلينتون في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2016. افتح شاشة التلفاز أو طالع حسابك على السوشيال ميديا أو انتبه لما يقوله جارك في المواصلات العامة، وستؤلمك عيناك وتحتج أذناك من سيل التحليلات الذي ينسكب بلا هوادة: طريقة احتساب أصوات المجمع الانتخابي، الصوت الكامن، الولايات المتأرجحة، فضيحة البريد الإلكتروني لكلينتون، تواطؤ فيسبوك، أبوكاليبس، WWE، معاداة المسلمين والمهاجرين، شفرات السلاح النووي، 270، وغيرها من التفاصيل الصغيرة والكبيرة التي يعاد تدويرها ليل نهار دون كلل.
لكن تفصيلة صغيرة نوعًا، لفتت الانتباه بشدة وأثارت الكثير من اللغط كونها لطيفة وغريبة. آل سيمبسون! من منّا لا يحب هذا المسلسل العبقري؟ مهلًا، إنه ليس عبقريًا فحسب، بل يتنبأ بالمستقبل كذلك! وبدقة مذهلة!
كما تشاهدون بالصور بالأعلى، فالتشابه مذهل بين تلك اللقطات المأخوذة من حلقات قديمة من المسلسل وبين ما حدث لاحقًا/ويحدث على أرض الواقع حاليًا! ليس تشابهًا في الأحداث بشكل عام كذلك، وإنما بتفاصيل مزعجة كوضعية النزول على سلم متحرك بينما يلوح ترمب لمؤيديه بعد إعلان نيته للترشح، أو حتى لون الحلة وربطة العنق ووضع الميكروفون وشكله بينما يخطب في أنصاره في لقطة أخرى حديثة للغاية! بل وحتى في الولايات التي ذهبت لكل مرشح عن حزبه، الأحمر الجمهوري والأزرق الديموقراطي بعد إعلان النتيجة بفوز ترمب!
وعلى الأرجح، بل من المؤكد أن تكون قد قرأت عن هذا، سواء في مقالة، أو في منشور لصديق!
لكن هذا غير حقيقي في الواقع، وإن لم يخلو من غرابة!
ولنتحدث في البداية عن الصورة الأولى: لقطة لترمب يلوح لمؤيديه في 2016 بينما ينزل بالسلم الكهربائي في برج ترمب الشهير، واللقطة من مسلسل آل سيمبسون لترمب أيضًا في نفس الوضعية وعلى نفس السلم ونفس التعابير والبذلة وربطة العنق لكن من حلقة من عام 2010! كيف ذلك؟!
في الواقع، التاريخ على كل من اللقطتين غير صحيح! لقطة ترمب كانت في عام 2015 بعد إعلان ترمب عزمه خوض انتخابات الرئاسة الأمريكية ولقطة مسلسل آل سيمبسون هي أيضًا من حلقة للمسلسل أذيعت في العام نفسه 2015! أي أن الحلقة التي ضمت هذا اللقطة لم تكن تتنبأ وإنما تسخر من ترشحه! ويمكنكم مشاهدة المشهد بالكامل في الفيديو القصير التالي…
مع هذا، فالأمر لا يخلو من غرابة أيضًا، ففي نفس الحلقة، هناك تلك المزحة عن ليزا سيمبسون وكيف أصبحت رئيسة الولايات المتحدة الأمريكية خلفًا للـ “رئيس” ترمب الذي دمر اقتصاديات البلاد بالكامل! أي أن ترمب سيصير رئيسًا! من حلقة في 2015!
أما بالنسبة لصورة الولايات التي انطلت بألوان أصوات المجمع الانتخابي التي ذهبت لكل حزب في كل ولاية، فهذه الصورة تحديدًا لا تمت بصلة لترمب! بل هي في الأصل من حلقة في عام 2012، وتظهر فيها شخصية السيد بيرنز بينما يؤيد فيها المرشح الجمهوري Mitt Romney والذي كان منافسًا لباراك أوباما في انتخابات الإعادة 2012. في مقطع الفيديو التالي ..
وبالنظر حتى لتمثيل توزيع الأصوات بين الولايات في الخريطة وراء بيرنز، يمكنكم تبين بعض الاختلافات الظاهرة هنا، مثل اصطباغ ولايات مثل ويسكونسن وميتشجن وأوهايو باللون الأزرق دلالة على فوز الديموقراطي بها، مع أنها في الواقع ذهبت لترمب!
الدرس المستفاد هنا؟ لا يجب أن نثق تمامًا بما يروج في الإعلام والسوشيال ميديا؛ على الأقل دون مراجعة وتحقق! ففي النهاية، كان هذا هو أحد الأسباب الرئيسية للهزيمة غير المتوقعة لكلينتون بعد الاعتماد كليًا على الإعلام!
from http://www.ibda3world.com/simpsons-trump-prediction/
0 comments:
Post a Comment