بالتأكيد، قد سبق لك أن سمعت عن وتر أكيليس (أو العُرْقُوب) الموجود بمؤخرة الساق متصلاً بعظمة العقب، سنذهب اليوم للميثولوجيا اليونانية لنعرف منها أسطورة أكيليس (أو أخيليوس) الذي تعود له تسمية الوتر بهذا الاسم.
أكيليس هو أحد أبطال الميثولوجيا اليونانية، وأحد أهم المحاربين الذي شاركوا في حرب طروادة، فهو ابن الملك بليوس (Peleus)، ملك المورميدونيين (Myrmidones)، أو ملك النمل، وقد سُمي كذلك لأن زيوس كبير الآلهة قد أعطاه جيشاً من النمل الذي تحول لجيش جرار من المحاربين الأشداء.
والدة أكيليس هي الحورية ثيتيس (Thetis) التي حملته فور ولادته إلي نهر ستيكس (Styx)، النهر الذي يفصل بين عالم الأحياء وعالم الأموات، هناك جردت طفلها من ملابسه، وغمرت جسده في مياه النهر المقدسة، لكن خوفاً من أن تجرفه مياه النهر لعالم الموتى، ظلت ممسكة بكعب طفلها.
منحت المياه المقدسة الطفل الخلود، سيصبح جسده مقاوماً لكل الجروح، لن يستطيع أي سلاح أن يؤثر فيه، لكن مياه النهر المقدسة لم تغمر كعب الطفل، سيصبح كعبه هو نقطة ضعفه، فهل سيموت أكيليس يوماً ما؟!
ذهب أوديسيوس، بطل ملحمة الأوديسا وملك إيثاكا، للملك بليوس ليطلب منه السماح لولده أكيليس بالمشاركة في الحرب. وافق بليوس وأرسله علي رأس جيش المورميدونيين، كما أعطاه الحربة السحرية التي أهداها له القنطور خيرون.
استغرق الإعداد للحملة والوصول لطروادة سنوات، وبالقرب من سهول طروادة تمركزت القوات الإغريقية، وبداخل أسوار المدينة تمركزت قوات طروادة. أثناء فترة الحصار قام أكيليس مع جيشه من المورميدونيين بالإغارة علي المدن المتحالفة مع طروادة، وتدميرها، وأخذ الغنائم منها، ومن طيبة -بالتحديد- غنم أكيليس الخيول التي ربطها لعجلته الحربية.
في السنة العاشرة من الحرب، حدث خلاف بين قائدي القوات الإغريقية: أكيليس وأجاممنون؛ مما دفع أكيليس للانسحاب مع جيشه. اضطربت صفوف القوات الإغريقية بشدة، وأصبحوا علي وشك الهزيمة، قتل هيكتور، قائد القوات الطروادية، صديق أكيليس المحبوب باتروكلس الذي كان مرتديا حلة صديقه العسكرية وحاملاً سلاحه.
يصل النبأ لأكيليس فيُخيم عليه الحزن الشديد بعد أن فقد صديقه وسلاحه، لكن والدته الحورية ثتيس تذهب لهيفايستوس -إله النار والحدادة- لتطلب منه أن يصنع حلة عسكرية ودرعاً لأكيليس، ثم تمنحهم له وتطلب منه أن يعود لميدان القتال لينتقم لصديقه المحبوب.
انطلق أكيليس يصول ويجول في ميدان القتال، وخيال باتروكلس لا يفارقه، ثم وقع نظره علي هيكتور، فناداه من بعيد، وطلب منه أن ينازله رجل لرجل. اصطف الجنود من الجيشين لمشاهدة النزال الذي انتهي لصالح أكيليس.
جرد أكيليس جثة هيكتور من حلتها العسكرية ومن الأسلحة، وربطها لعجلته الحربية، ثم دار بها في ميدان القتال، ورفض تسليم الجثة لملك طروادة إلا بعد أن أخذ وزنها من الذهب، هكذا كان انتقام أكيليس لصديقه باتروكلس.
* كتاب أساطير الآلهة الصغرى – عبد المعطي شعراوي.
2 3 4
مصادر الصور
الصورة 1
الصورة 2
الصورة 3
الصورة 4
أكيليس هو أحد أبطال الميثولوجيا اليونانية، وأحد أهم المحاربين الذي شاركوا في حرب طروادة، فهو ابن الملك بليوس (Peleus)، ملك المورميدونيين (Myrmidones)، أو ملك النمل، وقد سُمي كذلك لأن زيوس كبير الآلهة قد أعطاه جيشاً من النمل الذي تحول لجيش جرار من المحاربين الأشداء.
والدة أكيليس هي الحورية ثيتيس (Thetis) التي حملته فور ولادته إلي نهر ستيكس (Styx)، النهر الذي يفصل بين عالم الأحياء وعالم الأموات، هناك جردت طفلها من ملابسه، وغمرت جسده في مياه النهر المقدسة، لكن خوفاً من أن تجرفه مياه النهر لعالم الموتى، ظلت ممسكة بكعب طفلها.
منحت المياه المقدسة الطفل الخلود، سيصبح جسده مقاوماً لكل الجروح، لن يستطيع أي سلاح أن يؤثر فيه، لكن مياه النهر المقدسة لم تغمر كعب الطفل، سيصبح كعبه هو نقطة ضعفه، فهل سيموت أكيليس يوماً ما؟!
لوحة زيتية للرسام (Peter Paul Rubens)، رسمها في الفترة من 1630 إلي 1635، واللوحة متواجدة الآن بمتحف (Museum Boijmans Van Beuningen)، في روتردام، بهولندا.
تظهر في الصورة الأم ثيتيس وهي تغمر طفلها أكيليس في مياه نهر “ستيكس”، وفي الخلف يظهر “كارون” المسئول عن عبور أرواح الموتى للنهر، كما نشاهد في أسفل الصورة الكلب ذو الثلاث رؤوس “سيربيروس” الذي يحرس أرواح الموتى، أما علي جانبي الصورة نشاهد “هاديس” إله العالم السفلي و “برسيفوني” سيدة العالم السفلي.سلم الملك بليوس ولده أكيليس للقنطور خيرون -القنطور هو كائن أسطوري في الميثولوجيا اليونانية له جسد حصان وجذع ورأس إنسان- الذي دربه علي ركوب الخيل، والصيد، والعزف علي القيثارة، والغناء. عندما أصبح أكيليس شاباً يافعاً، عُرِف بقوة بنيانه، وسرعته في العدو، ومهارته في الصيد، كذلك عُرِف بجماله وشعره الذهبي.
لوحة زيتية للرسام (James Barry)، رسمها في العام 1772، واللوحة موجودة الآن بمتحف (Yale Center for British Art)، في جامعة يال، بالولايات المتحدة الأمريكية.
يظهر في اللوحة أكيليس وهو يتلقى تعليمه من القنطور خيرون، نشاهد أكيليس -بشعره الذهبي- حاملا القيثارة وإلي جواره الحربة السحرية.بعد اختطاف باريس، ابن ملك طروادة، للأميرة الإغريقية هيليني، زوجة ملك إسبرطة، بدأت بلاد الإغريق في التجهيز لشن حملة عسكرية علي طروادة لاسترداد الأميرة، وأثناء الاستعداد للحملة وصلت نبوءة من أحد كهنة الإله أبوللون بأن طروادة لن تسقط سوي بمعونة الشاب أكيليس.
ذهب أوديسيوس، بطل ملحمة الأوديسا وملك إيثاكا، للملك بليوس ليطلب منه السماح لولده أكيليس بالمشاركة في الحرب. وافق بليوس وأرسله علي رأس جيش المورميدونيين، كما أعطاه الحربة السحرية التي أهداها له القنطور خيرون.
استغرق الإعداد للحملة والوصول لطروادة سنوات، وبالقرب من سهول طروادة تمركزت القوات الإغريقية، وبداخل أسوار المدينة تمركزت قوات طروادة. أثناء فترة الحصار قام أكيليس مع جيشه من المورميدونيين بالإغارة علي المدن المتحالفة مع طروادة، وتدميرها، وأخذ الغنائم منها، ومن طيبة -بالتحديد- غنم أكيليس الخيول التي ربطها لعجلته الحربية.
في السنة العاشرة من الحرب، حدث خلاف بين قائدي القوات الإغريقية: أكيليس وأجاممنون؛ مما دفع أكيليس للانسحاب مع جيشه. اضطربت صفوف القوات الإغريقية بشدة، وأصبحوا علي وشك الهزيمة، قتل هيكتور، قائد القوات الطروادية، صديق أكيليس المحبوب باتروكلس الذي كان مرتديا حلة صديقه العسكرية وحاملاً سلاحه.
يصل النبأ لأكيليس فيُخيم عليه الحزن الشديد بعد أن فقد صديقه وسلاحه، لكن والدته الحورية ثتيس تذهب لهيفايستوس -إله النار والحدادة- لتطلب منه أن يصنع حلة عسكرية ودرعاً لأكيليس، ثم تمنحهم له وتطلب منه أن يعود لميدان القتال لينتقم لصديقه المحبوب.
انطلق أكيليس يصول ويجول في ميدان القتال، وخيال باتروكلس لا يفارقه، ثم وقع نظره علي هيكتور، فناداه من بعيد، وطلب منه أن ينازله رجل لرجل. اصطف الجنود من الجيشين لمشاهدة النزال الذي انتهي لصالح أكيليس.
جرد أكيليس جثة هيكتور من حلتها العسكرية ومن الأسلحة، وربطها لعجلته الحربية، ثم دار بها في ميدان القتال، ورفض تسليم الجثة لملك طروادة إلا بعد أن أخذ وزنها من الذهب، هكذا كان انتقام أكيليس لصديقه باتروكلس.
لوحة زيتية بانورامية للرسام (Franz Matsch)، رسمها في العام 1892، وموجودة الآن في القاعة الرئيسية في قصر (Achilleion)، بجزيرة كورفو، في اليونان.
البانوراما تجسد انتصار أكيليس علي هيكتور، فيظهر في الصورة أكيليس علي عربته الحربية، مرتديا الحلة العسكرية، وممسكاً بالدرع، اللذان صنعهما له هيفايستوس، ونشاهد في أسفل الصورة جثة هيكتور مربوطة في العجلة الحربية.استمرت المعارك بين القوات الإغريقية والقوات الطروادية، التي مازالت صامدة رغم مقتل قائدها، وفي احدي المعارك يهبط الإله أبوللون لميدان المعركة ويقوم بتوجيه أحد سهام باريس، ابن ملك طروادة، صوب كعب أكيليس الأيمن -نقطة ضعفه- ليتسبب في مقتله انتقاماً لكيكنوس ولتريلوس، وهما من ذرية الإله أبوللون في الأرض، وكان أكيليس قد قتلهم منذ سنوات وهم في طريقهم لطروادة، حين اجتاحه الغضب عندما شاهدهم يهاجمون بعض سفن القوات الإغريقية، وهكذا كانت نهاية أكيليس بيد أحد الآلهة.
لوحة زيتية للرسام (Peter Paul Rubens)، رسمها في العام 1635.
اللوحة تجسد مقتل أكيليس، حيث يظهر في اللوحة وقد اخترق سهماً كعبه الأيمن، وفي الخلف نشاهد الإله أبوللون وهو يقوم بتوجيه السهم الذي أطلقه باريس.المصادر
* كتاب أساطير الآلهة الصغرى – عبد المعطي شعراوي.
2 3 4
مصادر الصور
الصورة 1
الصورة 2
الصورة 3
الصورة 4
0 comments:
Post a Comment