هل أصطدم أصغر أصابع قدمك بحافة السرير من قبل؟
هل سقط بعض الماء المغلي على يديك؟
هل تسألت يوماً كيف نشعر بالألم ؟ ولماذا؟
يتولى مقاليد الحكم فى الإنسان الجهاز العصبى المركزى. وتتوزع المهام ما بين قائد وهو المخ, نائب وهو الحبل الشوكى، ويعمل تحت إمرتهما عدد من العملاء الجواسيس ” المستقبلات” التى تستكشف المؤثرات المحيطة, يتم التواصل بين القيادة والعملاء عن طريق شبكة اتصالات ضخمة تتكون من أسلاك عصبية دقيقة تدعى ” الأعصاب الطرفية” التى تصل عبرها الرسائل من وإلى القيادة العليا. فسقوط الماء المغلى على يديك يثير المستقبلات الحسية للألم “”Nociceptors المراقبة لمصادر الخطر فتقوم بإرسال رسالة عبر شبكة الاتصالات” الأعصاب الطرفية” إلى مركز القيادة الذى يقوم بدوره بتحديد مكان الألم، ردة الفعل، يُقيم ويُحلل التجربة ويحفظ تجربة الألم حتى لا تفكر فى الاقتراب من الماء المغلى مرة أخرى.
وفى مكان ما على هذا الكوكب عاش صبى باكستانى كانت لديه حالة عدم الإحساس الخلقي بالألم ” Congenital insensitivity to pain.” ولشعوره بأنه لا يقهر قفز من سطح المنزل المكون من طابق واحد إلى الأرض كمفاجأة لأصدقائه بمناسبة عيد مولده ثم قام وأخبرهم أنه بخير. وبعد يوم واحد توفى الطفل فقد اتضح أنه كان ينزف من الداخل دون أن يدرى، وكيف له أن يدرى فلم يكن يشعر بأى ألم على الاطلاق. فالألم هو حد فاصل بين الحياة والموت.
ولكن ماذا إن شعر شخص بألم فى بطنه فأخذ مسكن ليخفف من حدة هذا الألم، ولم يرغب فى الذهاب إلى الطبيب واستمر فى أخذ المسكنات كلما شعر بالألم. ليكتشف بعد فترة أن التهاب الزائدة الدودية ” “appendicitis التى كانت لديه تحول إلى التهاب الغشاء البطنى المصلى “”peritonitis وأن حياته أصبحت فى خطرٍ محقق!
فى الحياة كلٌ منا لديه أحلامه وأهدافه الخاصة التى يتمنى يوماً ما تحقيقها. وحينما تكون هناك فجوة بين ما نحن عليه وما يجب أن نكونه، بين ما يجب علينا فعله للوصول إلى أحلامنا وما نفعله حقيقة، بين النتائج التى نرغب فى الوصول إليها وما وصلنا إليه نشعر بالألم ولتخفيف حدة هذا الألم نلجأ إلى المسكنات ( الهروب- مهما فعلت لن تصل- الواقع صعب والنجاح مرتبط بفئة معينة- أنت أقل من أن تفعلها) وغيرها من المسكنات. لنكتشف بعد فترة -وقد يكون هذا الاكتشاف متأخر جدا- أننا لم نفعل أى شيئ مما نريد، أننا أستسلمنا لأمواج الحياة لتحركنا كيفما تريد وكيفما تشاء من دون مقاومة فأخذتنا لجزيرة نائية بعيدةٍ كل البعد عن جزيرة أحلامنا.
علينا أن ندرك أن الإكتفاء بالمسكنات مع أمراضنا دون أخذ العلاج المناسب سيسبب لنا الموت, كذلك فإن الاكتفاء بالمسكنات مع أهدافنا وأحلامنا سيجعلنا نعيش حياة أشبه بالموت وسنكون كما قال بنجامين فرانكلين” بعض الناس يموتون فى الخامسة والعشرين من العمر ولا يدفنون إلا فى الخامسة والسابعين” وأنه لا يوجد حسرة أشد من الإختلاف بين ما كان بإمكان الشخص أن يصبح عليه وبين ما قد أصبح عليه فى الواقع بسبب كسل لما يعالجه، واقع لم يحاول أن يغيره، عزيمة وإرادة لم يحاول أن يقويهما، مسكنات أقتنع بها وأستلذ بطعمها.
فنحن نحتاج إلى أن نتخلص من المسكنات، أن نعالج عيوبنا ونقاط ضعفنا، أن نترك منطقة راحتنا ونبدأ رحلتنا نحو أهدافنا، أن نستمر فى المحاولة ولا نتوقف أبداً وأن نتذكر دوما قول الله تعالى ” وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا “.
المصادر
1 2 3 4 5 6
هل سقط بعض الماء المغلي على يديك؟
هل تسألت يوماً كيف نشعر بالألم ؟ ولماذا؟
يتولى مقاليد الحكم فى الإنسان الجهاز العصبى المركزى. وتتوزع المهام ما بين قائد وهو المخ, نائب وهو الحبل الشوكى، ويعمل تحت إمرتهما عدد من العملاء الجواسيس ” المستقبلات” التى تستكشف المؤثرات المحيطة, يتم التواصل بين القيادة والعملاء عن طريق شبكة اتصالات ضخمة تتكون من أسلاك عصبية دقيقة تدعى ” الأعصاب الطرفية” التى تصل عبرها الرسائل من وإلى القيادة العليا. فسقوط الماء المغلى على يديك يثير المستقبلات الحسية للألم “”Nociceptors المراقبة لمصادر الخطر فتقوم بإرسال رسالة عبر شبكة الاتصالات” الأعصاب الطرفية” إلى مركز القيادة الذى يقوم بدوره بتحديد مكان الألم، ردة الفعل، يُقيم ويُحلل التجربة ويحفظ تجربة الألم حتى لا تفكر فى الاقتراب من الماء المغلى مرة أخرى.
وفى مكان ما على هذا الكوكب عاش صبى باكستانى كانت لديه حالة عدم الإحساس الخلقي بالألم ” Congenital insensitivity to pain.” ولشعوره بأنه لا يقهر قفز من سطح المنزل المكون من طابق واحد إلى الأرض كمفاجأة لأصدقائه بمناسبة عيد مولده ثم قام وأخبرهم أنه بخير. وبعد يوم واحد توفى الطفل فقد اتضح أنه كان ينزف من الداخل دون أن يدرى، وكيف له أن يدرى فلم يكن يشعر بأى ألم على الاطلاق. فالألم هو حد فاصل بين الحياة والموت.
ولكن ماذا إن شعر شخص بألم فى بطنه فأخذ مسكن ليخفف من حدة هذا الألم، ولم يرغب فى الذهاب إلى الطبيب واستمر فى أخذ المسكنات كلما شعر بالألم. ليكتشف بعد فترة أن التهاب الزائدة الدودية ” “appendicitis التى كانت لديه تحول إلى التهاب الغشاء البطنى المصلى “”peritonitis وأن حياته أصبحت فى خطرٍ محقق!
فى الحياة كلٌ منا لديه أحلامه وأهدافه الخاصة التى يتمنى يوماً ما تحقيقها. وحينما تكون هناك فجوة بين ما نحن عليه وما يجب أن نكونه، بين ما يجب علينا فعله للوصول إلى أحلامنا وما نفعله حقيقة، بين النتائج التى نرغب فى الوصول إليها وما وصلنا إليه نشعر بالألم ولتخفيف حدة هذا الألم نلجأ إلى المسكنات ( الهروب- مهما فعلت لن تصل- الواقع صعب والنجاح مرتبط بفئة معينة- أنت أقل من أن تفعلها) وغيرها من المسكنات. لنكتشف بعد فترة -وقد يكون هذا الاكتشاف متأخر جدا- أننا لم نفعل أى شيئ مما نريد، أننا أستسلمنا لأمواج الحياة لتحركنا كيفما تريد وكيفما تشاء من دون مقاومة فأخذتنا لجزيرة نائية بعيدةٍ كل البعد عن جزيرة أحلامنا.
علينا أن ندرك أن الإكتفاء بالمسكنات مع أمراضنا دون أخذ العلاج المناسب سيسبب لنا الموت, كذلك فإن الاكتفاء بالمسكنات مع أهدافنا وأحلامنا سيجعلنا نعيش حياة أشبه بالموت وسنكون كما قال بنجامين فرانكلين” بعض الناس يموتون فى الخامسة والعشرين من العمر ولا يدفنون إلا فى الخامسة والسابعين” وأنه لا يوجد حسرة أشد من الإختلاف بين ما كان بإمكان الشخص أن يصبح عليه وبين ما قد أصبح عليه فى الواقع بسبب كسل لما يعالجه، واقع لم يحاول أن يغيره، عزيمة وإرادة لم يحاول أن يقويهما، مسكنات أقتنع بها وأستلذ بطعمها.
فنحن نحتاج إلى أن نتخلص من المسكنات، أن نعالج عيوبنا ونقاط ضعفنا، أن نترك منطقة راحتنا ونبدأ رحلتنا نحو أهدافنا، أن نستمر فى المحاولة ولا نتوقف أبداً وأن نتذكر دوما قول الله تعالى ” وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا “.
المصادر
1 2 3 4 5 6
0 comments:
Post a Comment