بِسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى : ” فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ“ صدق الله العظيم
لحظة تأمل … لماذا ذكر الله فى كتابه العزيز الكثير من الآيات التى تتحدث عن الكون والعالم الخارجى … النجوم …. الشمس …. الكواكب ؟!!
ترى ماذا يكمن فى هذا الفضاء؟
وماذا يوجد به؟
وكيف تكون؟ مم تكون؟ متى؟ ماهى أسراره؟ ولماذا قال الله –عز وجل- أن القسم بمواقع النجوم عظيم؟
مئات علامات الاستفهام تعانقها آلاف علامات التعجب!؟!؟!
إذًا لابد من وجود عظمة وسر وراء هذا العالم الواسع ذي المساحات الشاسعة والأرقام الفلكية الهائلة و العديد من الأسرار التى تدلنا على عظمة الكون وخالقه وربما كانت تلك الآيات إشارة من الله –عز و وجل- لدراسة هذا العلم فقال الله تعال فى القرآن الكريم : ” سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ”
وهذه الآية دليل آخر على عظمة العالم الخارجى وعلى اتصاله بالإنسان بل و ارتباطه الوثيق, فالله لم ينزل تلك الآيات إلا بمعنى عميق قد نصل لجزء من تفسيره وقد يصعب على عقولنا البشرية فهم إشارات وغايات كل آيات الله –عز وجل- لأنها لغة إلهية عميقة.
وإليكم ما قاله عالم الفلك (كارل ساغان) فقال:
فى جولة للماضى السحيق فى الكون وعالمنا الخارجى هيا نعرف جيراننا و نعرف مكاننا فى الكون الفسيح ونتعرف على الكواكب و المجرات الكوازرات و الثقوب السوداء و المجوعات الشمسية والنجوم والأجرام …. نسبح فى الفضاء ونتعرف على تكويننا وتكوين الكون و ما الصلة بيننا وبين الكون وعلاقة الأرض بالفلك و نتعرف على الحضارات السابقة … نهبط ونحلق وننطلق فى رحلة إلى المجهول المعلوم … العالم الواضح الغامض … العالم الذى كلما عرفت الكثير من أسراره و زاد وعينك كلما قل إدراكك عن ماهو موجود حولنا .
ببساطة رحلة إلى الأضداد …. رحلة من الصغير إلى الكبير والعكس.
رحلة هدفها طلب العلم والتأمل وسمو الروح والتجلي …. رحلة هدفها علمى ودينى , فلسفى ونفسى .
هيا بنا لنبدأ بـ
– نشأة الكون , لقد افترض عالم الفلك ( جورج لو ميتر) صاحب الفكرة الأولى لنظرية الانفجار العظيم – وهى تفسر كيف نشأت المادة حولنا وكيف نشأت المجرات و الكواكب وغيرها –
وحسب هذه النظرية، فقد نشأ الكون قبل حوالي 13.8 مليار سنة. في تلك اللحظة كان الكون “نقطة تفرد” ذات كثافة عالية جدا وحرارة، وهي ظروف لا تنطبق فيها قوانين الفيزياء وقذف الانفجار بأجزاء الكون في كل اتجاه، فتكونت مع مرور الوقت الكواكب والنجوم والمجرّات.
وهذه صورة توضيحية بسيطة للنظرية :
وتعتبر هذه النظرية من أهم نقاط التحول فى علم الفضاء والفلك وكانت هى الإطار العام للنظرية النسبية العامة (لألبرت آينشتين)
وجاء العالمان ( أرنو بنزياس و روبرت ويلسون ) بإثبات النظرية من دون قصد فقد قاموا باتباع أثر موجات الراديو التي تشوش على تقدم اتصالات الأقمار الاصطناعية. اكتشف العالِمان “بنزياس” و “ويلسون” أنه كيفما كان اتجاه محطة البث فإنه يلتقط دائمًا موجات ذات طاقة مشوشة خفيفة ، حتى ولو كانت السماء صافية ، أسهل حل كان : إعادة النظر في تصميم اللاقطات لتصفي الموجات من التشويش، ولكنهما ظلا يتتبعون أثر هذه الموجات المشوشة .
فكان اكتشافهم المهم للموجات الفضائية التي أثبتت نظرية الانفجار العظيم.
وها هما العالمان بنزياس وويلسون
وبناء على تلك النظرية تكونت المادة المحيطة بنا والتى تتفاوت أحجامها وأشكالها ولنبدأ بالكوازرات: هذا شكلها …
والكوازرات هي مجرات بعيدة جدا عنا بمليارات السنين الضوئية , لامعة بما يعادل مئات من المجرات المتوسطة مجتمعة. وتكون هى الأكثر سطوعا فى الكون لدرجة أنها تقوم بطمس ملامح المجرات القديمة التى تحتضنها وغالبا تكون الكوازرات بسبب الثقوب السوداء , و تتميز تلك الكوازرات بأنها بعيدة ونشيطة مثل نقطة هائلة من الطاقة الكهرومغناطيسية .
ولكن هل تعرفون ماهى الثقوب السوداء؟
تلك الفجوة ذات الجاذبية العالية التى تبتلع أى شئ بجاذبيتها حتى الضوء !!!
هى لغز من ألغاز الكون ودليل من الدلال العميق على عظمة الخالق ولقد ذُكرت فى القرآن : “ فَلا أُقْسِمُ بالخُنَّسِ الجَوَارِ الكُنَّسِ “
وقد ثبت علميا أن الثقوب السوداء فى الكون هى تبتلع أى شئ كالمكنسة فعلا …. وإليكم التفسير العلمى للثقوب السوداء :
الثقب الأسود هو نجم ذو كتلة عالية جدا لكنه مر بمراحل حياة أى نجم ووصل للذروة وانطوى على نفسه وانفجر انفجار شديد أدى إلى وجود النجم المعتم ذو الجاذبية العالية جدا التى تبتلع أى شئ يقترب منها, وبحسب النظرية النسبية العامة لأينشتاين فإن الجاذبية تقوّس الفضاء الذي يسير الضوء فيه بشكل مستقيم بالنسبة للفراغ ، وهذا يعني أن الضوء ينحرف تحت تأثير الجاذبية.
ولكن لحظة , كيف يتقوّس الفضاء ؟؟ ومم يتكون الفضاء لكى يتقوّس ؟؟
لكي نعرف معنى هذا لابد من شرح النظرية النسبية العامة لأينشتين , نعرف ماهى النظرية وأهم محاورها وكيف فسرت الكون والفضاء , فالنسبية عند أينشتين جعلت من المسلمات شك ولكي يقرب المعنى للأذهان …. فمثًلا كيف عرفنا أن الحوائط صماء … أجل برؤيتنا ولكن لو كنا نرى بأشعة إكس مثلا كان بإمكاننا أن نرى ذراتها !! ببساطة أى شيء نشعر به أو نراه ونقوم بوصفه ماهو إلا وصف من منظورنا نحن البشر ولكن ماهيته وكينونته فلا ندرى عنها أى شيء لأننا عاجزين عن الإلمام بكل كائن فى هذا الكون فلم نتحدث إلى الحيوانات مثلا …. فنحن لم نسأل قطة ماذا ترى وكيف يبدو لها العالم ؟؟!! ولأننا حكمنا على العالم وأعطينا مصطلحات من منظورنا , لذا فهو بالنسبة لنا , ومن هنا نشأت النظرية النسبية والتى طبقها أينشتين على كل شيء وتتمحور النظرية فى أربعة محاور وهم:
وبهذا تستحيل إمكانية معرفة مكان أى جسم يقع فى أقطار الكون من الذرة إلى المجرة .
فانتقل أينشتين إلى الزمان : وظن أنه سيجد الحل ولكن وجد الزمان كارثة أخرى و أنه نسبى هو الآخر فلو أردنا تحديد وقت ما سنحتاج لمعرفة المكان , فمثلا ساعة اليد لا تشير إلى زمن بعينه , ولكن تشير إلى موقع الأرض من دورانها حول نفسها , وكذلك الأيام , فهى تحدد مكان الأرض من دورانها حول الشمس , وبناء عليه استحال معرفة الزمن وأصبح نسبي أيضًا , ودليل آخر على أن الزمن نسبي هو استحالة التواقت أى أنه لايمكن قول كلمة الآن إلا فى نظامنا الزمني وليس بين أطراف الكون فى أنظمة مختلفة لا اتصال بيننا وبينها .
ولقد أشار الله فى القرآن إلى نسبية الزمان فى أكثر من موضع.
(أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ), (وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ), (تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) وهذه إشارات من الله إلى تعدد الأزمنة …. فكيف أنه أتى أمر الله ؟ وكيف لنا ألا نستعجل شيء حدث فى الماضى , إذًا لابد أنه وقع فى زمن غير الزمن ونحن لم ندركه بعد .
وكانت الإشارة أوضح فى قوله تعالى : كألف سنة مما تعدون , مما نعد !! هل هناك أزمنة أخرى وتقويمات عددية أخرى … إذا بالطبع .
وهذه براهين على تعدد الأزمنة فالزمن الإلهى يختلف عن باقى الأزمنة … فإن الله هو القابض الباسط للزمن وهو قادر على تغيير مقاييس الزمن .
و يأتي المحور الثالث وهو الكتلة:
لقد عرفنا من علماء الفيزياء الكلاسيكية أن الكتلة هي خاصية مقاومة الحركة … وأنها لا تتغير بحركة الجسم أو سكونه , حتى جاء أينشتين ومزق تلك القيود وقال أنها مقدار متغير وأنها تتغير بحركة الجسم , ولكننا لا نلحظ التغيير لأن سرعتنا على الأرض محدودة , ولكن إذا اقتربت سرعة الجسم إلى سرعة الضوء مثلا تصبح الكتلة لانهائية لأن مقاومة الجسم للحركة لا نهائية , وهذه بالطبع افتراضات مستحيل تطبيقها , ولكن كانت تلك الجزئية فى النظرية هى النواة لتصنيع القنابل وبهذا صدقت معادلة أيشتين و اتضح عن الكتلة نسبية !!!
وهنا جاء دور المجال : وهو آخر محور من محاور النظرية النسبية , فالنظرية تقول أن أي جسم يوجد فى مكان وزمان يخلق حوله مجال وأن الفضاء يتحدب وينحني حول هذا الجسم بمقتدى الخطوط فى هذا المجال .
وكل مادة تؤدي إلى انحناء فى سطح الفضاء ( مقدار المادة = مقدار الانحناء) وأن الكون كالنسيج أبعاده المكان والزمان والمجال والكتلة , وهنا عرفنا كيف يتقوّس الفضاء .
– لقد أراد أينشتين البساطة ولكنه وجد البساطة أعمق من التعقيد … عمد إلى الوضوح فانتهى إلى الغموض … هدف إلى الحقيقة لكنه وقع فى الشك اللانهائي .
وآخر محاولات أينشتين كانت فى 1949 كان يبحث عن قانون واحد يفسر به كل علاقات الكون فلقد رأى أن الكون مترابط وموحد ولابد من وجود عقل بشري يدرك هذا ويكتشف القانون الموحد .
وعودة إلى رحلتنا وكلامنا على الثقب الأسود .
يمتص الثقب الأسود الضوء المار بجانبه بفعل الجاذبية ، وهو يبدو لمن يراقبه من الخارج كأنه منطقة من العدم ، إذ لا يمكن لأي إشارة أو موجة أو جسيم الإفلات من منطقة تأثيره فيبدو بذلك أسود وإذا افترضنا أن هناك شخص يقف على حافة الثقب الأسود فإنه لن يشعر بمرور الزمن لأن الزمن مختلف تمامًا مقارنة بالأرض فمن
الممكن أن يذهب فى رحلة ويعود يجد أجيال انتهت وأجيال غيرها حلت محلها , وهذه صورة تخيلية للثقب الأسود .
وهذه صورة لكوازر وبداخله ثقب أسود:
و هناك إشارة أخرى إلى هذا النجم الذى تحول إلى ثقب أسود جاء فى سورة الطارق “ وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ *النَّجْمُ الثَّاقِبُ “
وقال علماء التفسير أن الطارق هو يطرق فى السماء أى يحدث انفجار وثاقب لأنه يثقب السماء وهذه الخصائص تنطبق على الثقب الأسود .
وسننتقل فى رحلتنا هذه إلى المجرات , فإن هناك بلايين المجرات المتناثرة في الكون تختلف كل مجرة عن الثانية فى الشكل والخصائص وهذه صورة لمجرة مجاورة لمجرتنا درب التبانة .
هذه الصورة لمجرة درب التبانة .
وهذه مجرة أندروميدا والتي التقطت بتليسكوب هابل .
ولكن قبل أن نتوه فى الحديث عن هابل , دعونا نأخذ جولة فى تاريخ علم الفلك .
اعتقد الرومان والعالم (كوبرنيكوس) فى البداية أن الأرض هي مركز المجموعة الشمسية وأن الشمس هي التابعة للأرض وليس العكس ولكن واجهتهم بعض الملاحظات الكونية الفلكية مثل
حركة الأرض والشمس والمريخ , فلم تعد تلك النظرية صحيحة .
وجاء بعدها آرسطو وأثبت أن الأرض كروية , وتبعه بطليموس وقام بتطوير نموذج آرسطو وأثبت أن الشمس هي مركز ثابت و أن الأرض هي مركز القمر وليست المجموعة الشمسية وتنبأ بوجود مدارات للكواكب . وتلاهم كيبلر وهو أول من وضع قوانين تصف حركة الكواكب بعد اعتماد فكرة الدوران حول الشمس كمركز لمجموعة الكواكب و أثبت أن الكواكب تدور حول الشمس فى مسار بيضاوى .
وجاء العالم جاليليو وهو يعتبر الأب الروحى لعلم الفلك , وواجه جاليليو الكثير من الصعوبات بسبب سياسة الكنيسة فى ذلك الوقت ورفضهم لأى نظرية جديدة ….
ومن أعمال جاليليو : اختراع تليسكوب , واستطاع أن يرى أشياء كثيرة فى الفضاء من ضمنهم الأربعة أقمار التي تدور حول كوكب المشترى .
وكان هذا دليل آخر على أن القمر فقط هو الذى يدور حول الأرض وليست الكواكب , وأن الشمس هي مركز المجموعة الشمسية.
وتلاهم نيوتن الذى صاغ قوانين الحركة وقانون الجذب العام الذي سيطر على رؤية العلماء للكون المادي للقرون الثلاثة التالية .
كما أثبت أن حركة الأجسام على الأرض والأجسام السماوية يمكن وصفها وفق نفس مبادئ الحركة والجاذبية . وعن طريق اشتقاق قوانين كيبلر من وصفه الرياضي للجاذبية ، أزال نيوتن آخر الشكوك حول صلاحية نظرية مركزية الشمس كنموذج للكون .
– وتلاهم وليام هيرشيل الذى اكتشف النجم الثنائى , والنجم الثنائى ليس كباقى النجوم فالنجوم الثنائية هى نجوم مزدوجة شديدة التقارب يدور بعضها حول بعض بسرعة كبيرة في ثماني ساعات أو أقل من ذلك , وإذا علمنا أن منها ما يكون بحجم شمسنا أو أكبر فإن سرعته لابد أن تكون عالية جدا لتتم دورتها بعضها حول بعض بمثل هذا الوقت القصير. . وليس صعبا التفريق بينهما وهما يدوران حول بعضهما بسرعة كبيرة ، وبعض الأجسام الفضائية قد تبدو نجما واحدا ولكنها متعددة النجوم في الواقع . وهي كلها تدور حول بعضها البعض ، ويعتقد علماء الفلك أن ثلث النجوم في المجرة ثنائي أو ثلاثي التركيب أو متعدد لأكثر من ثلاثة نجوم ، ولكنها شديدة البعد ولا يمكن تمييزها بالمراقب الحديث .
وكان من الصعب إنكار دور هابل فى تطورعلم الفلك فبدونه لم نكن نستطيع تصوير المجرات و التعرف على ما يدور حولنا …. ومعظم الصور التى التقطت للمجرات والنجوم بهذا الوضوح كانت بتليسكوب هابل .
وها هو (هابل) باختراعه الذى أوصلنا للعديد من الأسرار .
ولكن تليسكوب هابل قد تمكن من تصوير كوننا فقط , المشكلة هي أننا لا ندرى إن كنا نحن فقط الذين لهم وجود فى الكون أم لا , بل وإننا نجهل ماهية الكون وحجمه ونقطة بدايته ونهايته … بل ومن الممكن القول بأنا لسنا متأكدين من وجود كون واحد ….. أو أكوان موازية لنا !!!!
وهذه الفكرة ليست مطروحة لتوسيع أفق البشر وليس أكثر ولكي يعلم الإنسان أن الله قادر على كل شئ وأن احتمالية حدوث ووجود أى شئ موجودة , بل ويوجد الكثير من العلماء يقولون أن من الوارد جدا يكون لنا أكوان موازية لنا بها مجرات و نجوم وكواكب … وربما يوجد عليها كائنات حية لا نعرف عنهم شيئا ولا يعرفون عنّا شيء .
وهذه صورة تخيلية افتراضية للأكوان الموازية :
وكما أشرت أنا فقط أريد أن ألقى الضوء على مدى سعة الكون وأننا نعرف القليل جدًا فى هذا العالم المجهول .
وكي يستطيع الفزيائيون تخيل هذا العالم و الدراسة فيه باستفاضة كان لابد لهم من إيجاد طريقة تبسط المادة والطاقة المتناثرة فى الكون والأجسام المشعة والغير مشعة و تسهل العمليات الحسابية والنظريات والافتراضات …. وكان الحل هو العالم الكمومى …. وهدفه هو الانتقال من الكون الفسيح إلى مكونات هذا الكون … نظر للجزيئات ( بروتونات , نيوتونات , ذرات , كوركات …إلخ) وكلنا نعلم أن العالم كله تربطه قوانين غاية فى التعقيد فإن الإنسان نفسه مكون من الأرض عندما خلقه الله …. والأرض هى جزء من الكون نتج بعد الانفجار الأعظم …. فمن الممكن أن نقول إننا فى الكون والكون فينا …. ألا تستعجبون من شكل النواة وما يدور حولها من إلكترونات … إنها تشبه المجموعة الشمسية…. تربطهم الجاذبية … هذه الهندسة الإلهية تحير العلماء وتجننهم وتفقدهم عقولهم .. ولكن ربما تكون محيرة لعلماء عصرنا فقط … وبعد أن أدركنا الإدراك …. من الممكن حدوث أى شئ …. فمن الممكن أن هناك أمم سابقة تعرف أسرار علوم الفلك …. أو هناك كواكب أخرى كان عليها أمم متقدمون عن أمتنا وعصرنا …. إنها الحيرة القاتلة …. فإنك إذا أدركت وفهمت العالم … ستكتشف أنك لم تدرك أى شئ … إنه عالم الأضداد.
وسوف تنتقل بنا الرحلة من الفضاء إلى الأرض ذلك الكوكب الغني المسكون بأهل الأرض …. ذلك الوكب التى قامت عليه حضارت عريقة وبعث عليه الأنبياء وهلكت عليه أقوام …. ونزلت ديانات وقامت حروب وهلكت حضارات وقامت حضارات أخرى … إن الأسرار لا تكمن فى العالم الخارجى فقط …. إن الأسرار تبدأ من هذا الكوكب وربما من كواكب مجاورة لنا …. إن الأسرار تكمن داخل بيئتنا التى نعيش فيها …. ربما تكون دفنت تحت الرمال أو محتها الكوارث الطبيعية …. وربما يكون هناك الكثير من الحقائق المجهولة فى كوكبنا وبيتنا الأرض .
دعونا نسبح فى أسرار كوكب الأرض وترابطه الوثيق بالكواكب الأخرى و عالم الفضاء الخارجى …. ربما نجد تفسيرات لآسرار تحيرنا حاليا وربما نتوه أكثر وأكثر فى الأسرار … فما أقل مايعرف الإنسان فى هذا اللغز الذى نعيش فيه …. هيا بنا فى رحلة إلى الأرض .
– نحن نعرف أن أناسًا جاءوا قبلنا وأسسوا الحضارات وبنوا مستعمرات , لاشك فى هذا , لكن هل كانت كل الأمم من الأرض وعاشت على الأرض ؟؟
ولقد وجد العالم السوفييتى (كوزنتسيف) على بوابة الشمس ( تلك البوابة المتبقية من حضارة مدينية بوليفيا ) أقدم تقويم فى العالم , هذا التقويم يقول أن عدد أيام السنة 255 يومًا ومن العجب أن هذا هو عدد أيام السنة على كوكب الزهرة . هل سكان الزهرة جاءوا إلى الأرض !! هل هبطوا إلينا وحاولوا التكيف مع كوكب الأرض ولم يتمكنوا فرحلوا وتركوا لنا هذا الأثر!!!
وإن كانت حضارة بوليفيا لم تترك لنا سوى بوابة الشمس فإن هناك حضارة أكبر وأعجب وأغرب وهى الحضارة الفرعونية التى تركت لنا آثارًا على وجودها ومن أهم هذه الآثار الأهرامات و أبو الهول بل ومدينة الجيزة بأكملها.
يقول المؤرج (أبو يزيد البخلى) أن الهرم الأكبر بنى عند دخول برج القوس فى برج السرطان .
وقال المؤرخ الإغريقى (هيرودوت) أن الكهنة همسوا فى أذنه قائلين: ” بأن هنا فى هذا الهرم يكمن سر الكون كله … سر جاء من الزمان البعيد …. وسوف يبقى إلى نهاية الزمان ”
وتحدثوا معه أيضا عن قارة أطلانطس (هى قارة مفقودة وتحدث عنها الفراعنة من ألوف السنين وهى مكان المحيط الأطلنطى حاليا) وسكان تلك القارة ولابد أنهم كانوا على علم بهذه الحضارة أو أنهم تعلموا منهم وليس هذا بالاحتمال البعيد إن كل شئ جائز الحدوث.
ولقد وضع الكهنة فى الهرم –خوفو– رسم الهيئة الفلكية , والقبة السماوية والنجوم ومساراتها ثم تاريخ التقويم للزمن الذى مضى , وللزمن الذى سوف يجيء وحوادث مصر فى الماضي والحاضر والمستقبل .
والمؤرخ المصرى (المرقيزى) يؤكد أن الهرم الأكبر كان مخصصًا لعلم الفلك فقط .
وهذا الهرم الأكبر هو الوحيد الذى يتجه إلى الشمال والجنوب بدقة عجيبة مع فارق طفيف لا يتعدى الأربع درجات ولكن هذا الفارق يصبح معجزة إذا ما عرفنا أن مرصد باريس قد اكتشف أن اتجاهه إلى الشمال والجنوب أقل ضبطا ودقة من الهرم –خوفو–
وقد لاحظ الفلكيون أنه كان من الأفضل أن يمر خط الصفر بالهرم الأكبر بدلًا من جرينيتش .
وليس هذا فقط بل أن ارتفاع الهرم إذا ضرب فى عدد أحجاره يعطى المسافة بين الأرض والشمس .
ولا أحد يعرف حتى الآن كيف بنيت الأهرامات بهذه الدقة وكيف أنها مليئة بهذه الأسرار كيف حملوا أحجار الهرم ليبنوه وكيف تكون الأحجار محكمة هكذا بلا أى مادة لاصقة (مونة مثلا).
ربما استخدموا الموجات فوق الصوتية- كما نفعل نحن الآن ونعطي الأجهزة أوامر بالصوت – لتقطيع الحجارة ورفعها بهذه الدقة الغير مسبوقة والتى لم تتكرر إلا فى الحضارة الفرعونية.
إن سر علوم الفلك والفضاء يكمن هنا على الأرض فى سراديب الهرم الأكبر ولكن لعجزنا وربما هوسنا بالآلات والماكينات أنسانا ما لدينا على الأرض .
بل وإن القدماء المصريين عرفوا (الشعرى اليمانية) والتى تعرف بإسم Sirus وكانت وهناك الشعرى اليمانية A)& B ) وكانت الشعرى اليمانية (أ) ترمز إلى الإله أوزوريس و (ب)ترمز إلى الملكة إيزيس , والشعرى اليمانية هي النجم الوحيد الذى ذكره الله تعالى فى سورة النجم :
“وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَىٰ *وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَىٰ وَأَقْنَىٰ * وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَىٰ “
يعتبر الشعرى اليمانية من أقرب النجوم إلينا حيث يبعد عنا نحو 6 أو 7 سنين ضوئية , وقد قدر عمره بنحو 240 مليون سنة وهو بذلك يكون من أصغر الأنظمة النجمية عمرًا, ويُعتقد أن الشعرى اليمانية إيه والشعرى اليمانية بي تكونا من سحابة غاز وغبار قبل نحو 240 مليون سنة , ومن المنتظر أن يستهلك الشعرى اليمانية (أ) كل ما لديه من الهيدروجين خلال المليار سنة القادمة ليصبح عملاق أحمر , ثم ينتهى فى هيئة قزم أبيض .
وبالنسبة للشعرى اليمانية ( ب ) فهو الآن قزما أبيضا,.وهو تقريبا في حجم كوكب الأرض.
يتكون قزم أبيض بعد أن يتطور نجم طبقًا لنجوم النسق الأساسي ثم ويمر بنفس مراحل النجم الأصلى ويتحول إلى عملاق أحمر وينتهي وهكذا …..وتبقى تلك السلسلة متكررة فلا ينتهى النجم (أ & ب) وربما كانت هذه كانت إشارة من القدماء على خلود آلهتهم فهم رمزوا لأنفسم بالنجوم التى لا تنتهى ….وربما أننا نرى ماضي النجم بل والأكيد أننا نرى ماضيه ولابد أنه انتهى من ملايين السنين الضوئية ولكننا نرى الضوء الآن وبعد أن سافر إلينا, لقد قلنا سابقًا أنه يستحيل التواقت بين أطراف الكون …ولكن لحظة … هل فعلا ستبقى الشعرى اليمانية متوهجة إلى الأبد ؟! لا أظن.
لابد لوجود نهاية لكل شيء , وكل الكون فانٍ ولن يبقى إلى الأبد … فبالنسبة للإنسان , الموت ينتظره …. ولكن ما الذى ينتظر العالم ؟؟؟؟
و لكن كيف للعالم أن ينتهي وهو فى حالة تمدد لا نهائي ؟؟؟
وهل يوجد شيء لا نهائي فى هذا الكون سوى الآخرة …. أعتقد أب إنسان سيقول : لا .
قد أدهشني عندما علمت أن مجرة (أندروميدا) المجرة المجاورة التى ترى بالعين المجردة … أنها تقترب من مجرة درب التبانة …. كيف للمجرة أن تقترب ونحن فى حالة تمدد ؟؟
وأنا تساءلت كثيرا وفكرت فى هذا الموضوع وحاولت أن أصل إلى إجابة … وبعد تفكير سألت نفسى كيف للكون أن يكون لا نهائي وماذا بعد تتابع الأجيال ؟! لابد من نهاية …. وأين يوم القيامة من نظرية الانفجار الأعظم وكيف يحدث يوم القيامة وتنطبق الشمس والأرض وتدك الجبال وتنسف معالم الأرض مع تمدد الكون اللانهائي ولقد قال الله فى كتابه العزيز: ” وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ”
﴿لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾
وها هو دليل على أن الشمس والقمر فى الفضاء يسبحون و من المستحيل ان يصطدما …. ولكن لقد قال الله أيضا فى القرآن :
” بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ وَخَسَفَ الْقَمَرُ وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ كَلَّا لَا وَزَرَ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ“
“فإذا برق البصر * وخسف القمر* وجمع الشمس والقمر القيامة” آية 7 – 9
“يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِين“ الأنبياء آية 104
فما هذا ؟؟؟ وكيف ؟؟ ولماذا ؟؟!!
الأجوبة بسيطة وسهلة ولكن إذا أمعنا النظر ودققنا فى تفاصيل الآيات ونظرنا للموضوع نظرة عميقة ثاقبة سنجد أن هذا يفسر تمامًا نظرية الانفجار الأعظم قبل أن يكتشفها ( جورج لومتر) وهي أن بالفعل الكون انفجر وبقى فى التمدد ولكن هذا التمدد نهائي ويصل إلى الذروة وبعد نقطة نهاية التمدد تبدأ بالأجرام والمجرات والكواكب والشمس والقمر أن يقربوا جميعا ليكونوا كالكرة الملتهبة التي نشأ منها فى البداية …. إن كل شيء فانٍ.
و وصف الله –عز وجل- لطوى السماء يوحى بتكويرها واستعادتها الصورة الأولى ” كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِين“ الأنبياء آية 104
ومن وجهة نظري إن نظرية الانفجار الأغظم تنطبق على كل شيء فى الحياة … إن الإنسان يولد طفل ويكبر حتى يصل إلى الكمال النسبي والنضج النسبي … وبعض الناس الذين يردون إلى أرذل العمر يرجع عقلهم أشبه بعقل الأطفال وينتهي بالموت …. العلم أيضا تنطبق عليه النظرية …. كما وجدنا فى الحضارات السابقة لقد وصلوا للذروة ثم هلكوا …. كل شيء فى هذا العالم له تلك السلسلة :
يبدأ …. يكبر … ينضج … يصل للذروة … يصغر … ينتهى كما بدأ.
وفى النهاية أتمنى أن ينال المقال رضا اللجنة ومن يقرأه و أن يكون بالشيء المفيد. أتمنى أيضا أن أكون قد ألممت بأهم الأفكار فى علم الفضاء والفلك الذى أعشقه , و أن أكون سردت أفكارى بوضوح .
وفى الواقع إن الحقيقة المطلقة لا يمكن إدراكها, ولا سبيل للعلم لإدراك الحقائق وماهيات الأشياء ولكن العلم يدرك الكميات وعلاقات الأشياء بعضها البعض.
وإذا حاول أن يدرك الماهيات فإنه سيصطدم باستحالة لا نهائية.
وربما لو حاولنا تطبيق مفهموم أينشتين ربما قد نصل إلى نسبة أعلى من الحقيقة …. ولكن لن نصل للحقيقة المطلقة فالله لم يخلقنا لنعرف الحقيقة المطلقة …. عقولنا البشرية لا تحتمل.
ولا يسعني قول أى شيء سوى: “وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ”
المراجع:
المراجعة اللغوية: أ / أمنية عبد الوهاب عبد التواب – أستاذة اللغة العربية
قال تعالى : ” فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ“ صدق الله العظيم
لحظة تأمل … لماذا ذكر الله فى كتابه العزيز الكثير من الآيات التى تتحدث عن الكون والعالم الخارجى … النجوم …. الشمس …. الكواكب ؟!!
ترى ماذا يكمن فى هذا الفضاء؟
وماذا يوجد به؟
وكيف تكون؟ مم تكون؟ متى؟ ماهى أسراره؟ ولماذا قال الله –عز وجل- أن القسم بمواقع النجوم عظيم؟
مئات علامات الاستفهام تعانقها آلاف علامات التعجب!؟!؟!
إذًا لابد من وجود عظمة وسر وراء هذا العالم الواسع ذي المساحات الشاسعة والأرقام الفلكية الهائلة و العديد من الأسرار التى تدلنا على عظمة الكون وخالقه وربما كانت تلك الآيات إشارة من الله –عز و وجل- لدراسة هذا العلم فقال الله تعال فى القرآن الكريم : ” سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ”
وهذه الآية دليل آخر على عظمة العالم الخارجى وعلى اتصاله بالإنسان بل و ارتباطه الوثيق, فالله لم ينزل تلك الآيات إلا بمعنى عميق قد نصل لجزء من تفسيره وقد يصعب على عقولنا البشرية فهم إشارات وغايات كل آيات الله –عز وجل- لأنها لغة إلهية عميقة.
وإليكم ما قاله عالم الفلك (كارل ساغان) فقال:
We are made of star stuffأى أن تكويننا من جزيئات النجوم … ربما من بقايا انفجارها …. أو بمعنى أدق أن الإنسان فى تكوينه بعض المواد التى كونت النجوم فهل هذا تفسير لمعنى الآية …. دعونا نعرف.
فى جولة للماضى السحيق فى الكون وعالمنا الخارجى هيا نعرف جيراننا و نعرف مكاننا فى الكون الفسيح ونتعرف على الكواكب و المجرات الكوازرات و الثقوب السوداء و المجوعات الشمسية والنجوم والأجرام …. نسبح فى الفضاء ونتعرف على تكويننا وتكوين الكون و ما الصلة بيننا وبين الكون وعلاقة الأرض بالفلك و نتعرف على الحضارات السابقة … نهبط ونحلق وننطلق فى رحلة إلى المجهول المعلوم … العالم الواضح الغامض … العالم الذى كلما عرفت الكثير من أسراره و زاد وعينك كلما قل إدراكك عن ماهو موجود حولنا .
ببساطة رحلة إلى الأضداد …. رحلة من الصغير إلى الكبير والعكس.
رحلة هدفها طلب العلم والتأمل وسمو الروح والتجلي …. رحلة هدفها علمى ودينى , فلسفى ونفسى .
هيا بنا لنبدأ بـ
– نشأة الكون , لقد افترض عالم الفلك ( جورج لو ميتر) صاحب الفكرة الأولى لنظرية الانفجار العظيم – وهى تفسر كيف نشأت المادة حولنا وكيف نشأت المجرات و الكواكب وغيرها –
وحسب هذه النظرية، فقد نشأ الكون قبل حوالي 13.8 مليار سنة. في تلك اللحظة كان الكون “نقطة تفرد” ذات كثافة عالية جدا وحرارة، وهي ظروف لا تنطبق فيها قوانين الفيزياء وقذف الانفجار بأجزاء الكون في كل اتجاه، فتكونت مع مرور الوقت الكواكب والنجوم والمجرّات.
وهذه صورة توضيحية بسيطة للنظرية :
وتعتبر هذه النظرية من أهم نقاط التحول فى علم الفضاء والفلك وكانت هى الإطار العام للنظرية النسبية العامة (لألبرت آينشتين)
وجاء العالمان ( أرنو بنزياس و روبرت ويلسون ) بإثبات النظرية من دون قصد فقد قاموا باتباع أثر موجات الراديو التي تشوش على تقدم اتصالات الأقمار الاصطناعية. اكتشف العالِمان “بنزياس” و “ويلسون” أنه كيفما كان اتجاه محطة البث فإنه يلتقط دائمًا موجات ذات طاقة مشوشة خفيفة ، حتى ولو كانت السماء صافية ، أسهل حل كان : إعادة النظر في تصميم اللاقطات لتصفي الموجات من التشويش، ولكنهما ظلا يتتبعون أثر هذه الموجات المشوشة .
فكان اكتشافهم المهم للموجات الفضائية التي أثبتت نظرية الانفجار العظيم.
وها هما العالمان بنزياس وويلسون
وبناء على تلك النظرية تكونت المادة المحيطة بنا والتى تتفاوت أحجامها وأشكالها ولنبدأ بالكوازرات: هذا شكلها …
والكوازرات هي مجرات بعيدة جدا عنا بمليارات السنين الضوئية , لامعة بما يعادل مئات من المجرات المتوسطة مجتمعة. وتكون هى الأكثر سطوعا فى الكون لدرجة أنها تقوم بطمس ملامح المجرات القديمة التى تحتضنها وغالبا تكون الكوازرات بسبب الثقوب السوداء , و تتميز تلك الكوازرات بأنها بعيدة ونشيطة مثل نقطة هائلة من الطاقة الكهرومغناطيسية .
ولكن هل تعرفون ماهى الثقوب السوداء؟
تلك الفجوة ذات الجاذبية العالية التى تبتلع أى شئ بجاذبيتها حتى الضوء !!!
هى لغز من ألغاز الكون ودليل من الدلال العميق على عظمة الخالق ولقد ذُكرت فى القرآن : “ فَلا أُقْسِمُ بالخُنَّسِ الجَوَارِ الكُنَّسِ “
وقد ثبت علميا أن الثقوب السوداء فى الكون هى تبتلع أى شئ كالمكنسة فعلا …. وإليكم التفسير العلمى للثقوب السوداء :
الثقب الأسود هو نجم ذو كتلة عالية جدا لكنه مر بمراحل حياة أى نجم ووصل للذروة وانطوى على نفسه وانفجر انفجار شديد أدى إلى وجود النجم المعتم ذو الجاذبية العالية جدا التى تبتلع أى شئ يقترب منها, وبحسب النظرية النسبية العامة لأينشتاين فإن الجاذبية تقوّس الفضاء الذي يسير الضوء فيه بشكل مستقيم بالنسبة للفراغ ، وهذا يعني أن الضوء ينحرف تحت تأثير الجاذبية.
ولكن لحظة , كيف يتقوّس الفضاء ؟؟ ومم يتكون الفضاء لكى يتقوّس ؟؟
لكي نعرف معنى هذا لابد من شرح النظرية النسبية العامة لأينشتين , نعرف ماهى النظرية وأهم محاورها وكيف فسرت الكون والفضاء , فالنسبية عند أينشتين جعلت من المسلمات شك ولكي يقرب المعنى للأذهان …. فمثًلا كيف عرفنا أن الحوائط صماء … أجل برؤيتنا ولكن لو كنا نرى بأشعة إكس مثلا كان بإمكاننا أن نرى ذراتها !! ببساطة أى شيء نشعر به أو نراه ونقوم بوصفه ماهو إلا وصف من منظورنا نحن البشر ولكن ماهيته وكينونته فلا ندرى عنها أى شيء لأننا عاجزين عن الإلمام بكل كائن فى هذا الكون فلم نتحدث إلى الحيوانات مثلا …. فنحن لم نسأل قطة ماذا ترى وكيف يبدو لها العالم ؟؟!! ولأننا حكمنا على العالم وأعطينا مصطلحات من منظورنا , لذا فهو بالنسبة لنا , ومن هنا نشأت النظرية النسبية والتى طبقها أينشتين على كل شيء وتتمحور النظرية فى أربعة محاور وهم:
- المكان
- الزمان
- الكتلة
- المجال
وبهذا تستحيل إمكانية معرفة مكان أى جسم يقع فى أقطار الكون من الذرة إلى المجرة .
فانتقل أينشتين إلى الزمان : وظن أنه سيجد الحل ولكن وجد الزمان كارثة أخرى و أنه نسبى هو الآخر فلو أردنا تحديد وقت ما سنحتاج لمعرفة المكان , فمثلا ساعة اليد لا تشير إلى زمن بعينه , ولكن تشير إلى موقع الأرض من دورانها حول نفسها , وكذلك الأيام , فهى تحدد مكان الأرض من دورانها حول الشمس , وبناء عليه استحال معرفة الزمن وأصبح نسبي أيضًا , ودليل آخر على أن الزمن نسبي هو استحالة التواقت أى أنه لايمكن قول كلمة الآن إلا فى نظامنا الزمني وليس بين أطراف الكون فى أنظمة مختلفة لا اتصال بيننا وبينها .
ولقد أشار الله فى القرآن إلى نسبية الزمان فى أكثر من موضع.
(أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ), (وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ), (تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) وهذه إشارات من الله إلى تعدد الأزمنة …. فكيف أنه أتى أمر الله ؟ وكيف لنا ألا نستعجل شيء حدث فى الماضى , إذًا لابد أنه وقع فى زمن غير الزمن ونحن لم ندركه بعد .
وكانت الإشارة أوضح فى قوله تعالى : كألف سنة مما تعدون , مما نعد !! هل هناك أزمنة أخرى وتقويمات عددية أخرى … إذا بالطبع .
وهذه براهين على تعدد الأزمنة فالزمن الإلهى يختلف عن باقى الأزمنة … فإن الله هو القابض الباسط للزمن وهو قادر على تغيير مقاييس الزمن .
و يأتي المحور الثالث وهو الكتلة:
لقد عرفنا من علماء الفيزياء الكلاسيكية أن الكتلة هي خاصية مقاومة الحركة … وأنها لا تتغير بحركة الجسم أو سكونه , حتى جاء أينشتين ومزق تلك القيود وقال أنها مقدار متغير وأنها تتغير بحركة الجسم , ولكننا لا نلحظ التغيير لأن سرعتنا على الأرض محدودة , ولكن إذا اقتربت سرعة الجسم إلى سرعة الضوء مثلا تصبح الكتلة لانهائية لأن مقاومة الجسم للحركة لا نهائية , وهذه بالطبع افتراضات مستحيل تطبيقها , ولكن كانت تلك الجزئية فى النظرية هى النواة لتصنيع القنابل وبهذا صدقت معادلة أيشتين و اتضح عن الكتلة نسبية !!!
وهنا جاء دور المجال : وهو آخر محور من محاور النظرية النسبية , فالنظرية تقول أن أي جسم يوجد فى مكان وزمان يخلق حوله مجال وأن الفضاء يتحدب وينحني حول هذا الجسم بمقتدى الخطوط فى هذا المجال .
وكل مادة تؤدي إلى انحناء فى سطح الفضاء ( مقدار المادة = مقدار الانحناء) وأن الكون كالنسيج أبعاده المكان والزمان والمجال والكتلة , وهنا عرفنا كيف يتقوّس الفضاء .
– لقد أراد أينشتين البساطة ولكنه وجد البساطة أعمق من التعقيد … عمد إلى الوضوح فانتهى إلى الغموض … هدف إلى الحقيقة لكنه وقع فى الشك اللانهائي .
وآخر محاولات أينشتين كانت فى 1949 كان يبحث عن قانون واحد يفسر به كل علاقات الكون فلقد رأى أن الكون مترابط وموحد ولابد من وجود عقل بشري يدرك هذا ويكتشف القانون الموحد .
وعودة إلى رحلتنا وكلامنا على الثقب الأسود .
يمتص الثقب الأسود الضوء المار بجانبه بفعل الجاذبية ، وهو يبدو لمن يراقبه من الخارج كأنه منطقة من العدم ، إذ لا يمكن لأي إشارة أو موجة أو جسيم الإفلات من منطقة تأثيره فيبدو بذلك أسود وإذا افترضنا أن هناك شخص يقف على حافة الثقب الأسود فإنه لن يشعر بمرور الزمن لأن الزمن مختلف تمامًا مقارنة بالأرض فمن
الممكن أن يذهب فى رحلة ويعود يجد أجيال انتهت وأجيال غيرها حلت محلها , وهذه صورة تخيلية للثقب الأسود .
وهذه صورة لكوازر وبداخله ثقب أسود:
و هناك إشارة أخرى إلى هذا النجم الذى تحول إلى ثقب أسود جاء فى سورة الطارق “ وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ *النَّجْمُ الثَّاقِبُ “
وقال علماء التفسير أن الطارق هو يطرق فى السماء أى يحدث انفجار وثاقب لأنه يثقب السماء وهذه الخصائص تنطبق على الثقب الأسود .
وسننتقل فى رحلتنا هذه إلى المجرات , فإن هناك بلايين المجرات المتناثرة في الكون تختلف كل مجرة عن الثانية فى الشكل والخصائص وهذه صورة لمجرة مجاورة لمجرتنا درب التبانة .
هذه الصورة لمجرة درب التبانة .
وهذه مجرة أندروميدا والتي التقطت بتليسكوب هابل .
ولكن قبل أن نتوه فى الحديث عن هابل , دعونا نأخذ جولة فى تاريخ علم الفلك .
اعتقد الرومان والعالم (كوبرنيكوس) فى البداية أن الأرض هي مركز المجموعة الشمسية وأن الشمس هي التابعة للأرض وليس العكس ولكن واجهتهم بعض الملاحظات الكونية الفلكية مثل
حركة الأرض والشمس والمريخ , فلم تعد تلك النظرية صحيحة .
وجاء بعدها آرسطو وأثبت أن الأرض كروية , وتبعه بطليموس وقام بتطوير نموذج آرسطو وأثبت أن الشمس هي مركز ثابت و أن الأرض هي مركز القمر وليست المجموعة الشمسية وتنبأ بوجود مدارات للكواكب . وتلاهم كيبلر وهو أول من وضع قوانين تصف حركة الكواكب بعد اعتماد فكرة الدوران حول الشمس كمركز لمجموعة الكواكب و أثبت أن الكواكب تدور حول الشمس فى مسار بيضاوى .
وجاء العالم جاليليو وهو يعتبر الأب الروحى لعلم الفلك , وواجه جاليليو الكثير من الصعوبات بسبب سياسة الكنيسة فى ذلك الوقت ورفضهم لأى نظرية جديدة ….
ومن أعمال جاليليو : اختراع تليسكوب , واستطاع أن يرى أشياء كثيرة فى الفضاء من ضمنهم الأربعة أقمار التي تدور حول كوكب المشترى .
وكان هذا دليل آخر على أن القمر فقط هو الذى يدور حول الأرض وليست الكواكب , وأن الشمس هي مركز المجموعة الشمسية.
وتلاهم نيوتن الذى صاغ قوانين الحركة وقانون الجذب العام الذي سيطر على رؤية العلماء للكون المادي للقرون الثلاثة التالية .
كما أثبت أن حركة الأجسام على الأرض والأجسام السماوية يمكن وصفها وفق نفس مبادئ الحركة والجاذبية . وعن طريق اشتقاق قوانين كيبلر من وصفه الرياضي للجاذبية ، أزال نيوتن آخر الشكوك حول صلاحية نظرية مركزية الشمس كنموذج للكون .
– وتلاهم وليام هيرشيل الذى اكتشف النجم الثنائى , والنجم الثنائى ليس كباقى النجوم فالنجوم الثنائية هى نجوم مزدوجة شديدة التقارب يدور بعضها حول بعض بسرعة كبيرة في ثماني ساعات أو أقل من ذلك , وإذا علمنا أن منها ما يكون بحجم شمسنا أو أكبر فإن سرعته لابد أن تكون عالية جدا لتتم دورتها بعضها حول بعض بمثل هذا الوقت القصير. . وليس صعبا التفريق بينهما وهما يدوران حول بعضهما بسرعة كبيرة ، وبعض الأجسام الفضائية قد تبدو نجما واحدا ولكنها متعددة النجوم في الواقع . وهي كلها تدور حول بعضها البعض ، ويعتقد علماء الفلك أن ثلث النجوم في المجرة ثنائي أو ثلاثي التركيب أو متعدد لأكثر من ثلاثة نجوم ، ولكنها شديدة البعد ولا يمكن تمييزها بالمراقب الحديث .
وكان من الصعب إنكار دور هابل فى تطورعلم الفلك فبدونه لم نكن نستطيع تصوير المجرات و التعرف على ما يدور حولنا …. ومعظم الصور التى التقطت للمجرات والنجوم بهذا الوضوح كانت بتليسكوب هابل .
وها هو (هابل) باختراعه الذى أوصلنا للعديد من الأسرار .
ولكن تليسكوب هابل قد تمكن من تصوير كوننا فقط , المشكلة هي أننا لا ندرى إن كنا نحن فقط الذين لهم وجود فى الكون أم لا , بل وإننا نجهل ماهية الكون وحجمه ونقطة بدايته ونهايته … بل ومن الممكن القول بأنا لسنا متأكدين من وجود كون واحد ….. أو أكوان موازية لنا !!!!
وهذه الفكرة ليست مطروحة لتوسيع أفق البشر وليس أكثر ولكي يعلم الإنسان أن الله قادر على كل شئ وأن احتمالية حدوث ووجود أى شئ موجودة , بل ويوجد الكثير من العلماء يقولون أن من الوارد جدا يكون لنا أكوان موازية لنا بها مجرات و نجوم وكواكب … وربما يوجد عليها كائنات حية لا نعرف عنهم شيئا ولا يعرفون عنّا شيء .
وهذه صورة تخيلية افتراضية للأكوان الموازية :
وكما أشرت أنا فقط أريد أن ألقى الضوء على مدى سعة الكون وأننا نعرف القليل جدًا فى هذا العالم المجهول .
وكي يستطيع الفزيائيون تخيل هذا العالم و الدراسة فيه باستفاضة كان لابد لهم من إيجاد طريقة تبسط المادة والطاقة المتناثرة فى الكون والأجسام المشعة والغير مشعة و تسهل العمليات الحسابية والنظريات والافتراضات …. وكان الحل هو العالم الكمومى …. وهدفه هو الانتقال من الكون الفسيح إلى مكونات هذا الكون … نظر للجزيئات ( بروتونات , نيوتونات , ذرات , كوركات …إلخ) وكلنا نعلم أن العالم كله تربطه قوانين غاية فى التعقيد فإن الإنسان نفسه مكون من الأرض عندما خلقه الله …. والأرض هى جزء من الكون نتج بعد الانفجار الأعظم …. فمن الممكن أن نقول إننا فى الكون والكون فينا …. ألا تستعجبون من شكل النواة وما يدور حولها من إلكترونات … إنها تشبه المجموعة الشمسية…. تربطهم الجاذبية … هذه الهندسة الإلهية تحير العلماء وتجننهم وتفقدهم عقولهم .. ولكن ربما تكون محيرة لعلماء عصرنا فقط … وبعد أن أدركنا الإدراك …. من الممكن حدوث أى شئ …. فمن الممكن أن هناك أمم سابقة تعرف أسرار علوم الفلك …. أو هناك كواكب أخرى كان عليها أمم متقدمون عن أمتنا وعصرنا …. إنها الحيرة القاتلة …. فإنك إذا أدركت وفهمت العالم … ستكتشف أنك لم تدرك أى شئ … إنه عالم الأضداد.
وسوف تنتقل بنا الرحلة من الفضاء إلى الأرض ذلك الكوكب الغني المسكون بأهل الأرض …. ذلك الوكب التى قامت عليه حضارت عريقة وبعث عليه الأنبياء وهلكت عليه أقوام …. ونزلت ديانات وقامت حروب وهلكت حضارات وقامت حضارات أخرى … إن الأسرار لا تكمن فى العالم الخارجى فقط …. إن الأسرار تبدأ من هذا الكوكب وربما من كواكب مجاورة لنا …. إن الأسرار تكمن داخل بيئتنا التى نعيش فيها …. ربما تكون دفنت تحت الرمال أو محتها الكوارث الطبيعية …. وربما يكون هناك الكثير من الحقائق المجهولة فى كوكبنا وبيتنا الأرض .
دعونا نسبح فى أسرار كوكب الأرض وترابطه الوثيق بالكواكب الأخرى و عالم الفضاء الخارجى …. ربما نجد تفسيرات لآسرار تحيرنا حاليا وربما نتوه أكثر وأكثر فى الأسرار … فما أقل مايعرف الإنسان فى هذا اللغز الذى نعيش فيه …. هيا بنا فى رحلة إلى الأرض .
– نحن نعرف أن أناسًا جاءوا قبلنا وأسسوا الحضارات وبنوا مستعمرات , لاشك فى هذا , لكن هل كانت كل الأمم من الأرض وعاشت على الأرض ؟؟
ولقد وجد العالم السوفييتى (كوزنتسيف) على بوابة الشمس ( تلك البوابة المتبقية من حضارة مدينية بوليفيا ) أقدم تقويم فى العالم , هذا التقويم يقول أن عدد أيام السنة 255 يومًا ومن العجب أن هذا هو عدد أيام السنة على كوكب الزهرة . هل سكان الزهرة جاءوا إلى الأرض !! هل هبطوا إلينا وحاولوا التكيف مع كوكب الأرض ولم يتمكنوا فرحلوا وتركوا لنا هذا الأثر!!!
وإن كانت حضارة بوليفيا لم تترك لنا سوى بوابة الشمس فإن هناك حضارة أكبر وأعجب وأغرب وهى الحضارة الفرعونية التى تركت لنا آثارًا على وجودها ومن أهم هذه الآثار الأهرامات و أبو الهول بل ومدينة الجيزة بأكملها.
يقول المؤرج (أبو يزيد البخلى) أن الهرم الأكبر بنى عند دخول برج القوس فى برج السرطان .
وقال المؤرخ الإغريقى (هيرودوت) أن الكهنة همسوا فى أذنه قائلين: ” بأن هنا فى هذا الهرم يكمن سر الكون كله … سر جاء من الزمان البعيد …. وسوف يبقى إلى نهاية الزمان ”
وتحدثوا معه أيضا عن قارة أطلانطس (هى قارة مفقودة وتحدث عنها الفراعنة من ألوف السنين وهى مكان المحيط الأطلنطى حاليا) وسكان تلك القارة ولابد أنهم كانوا على علم بهذه الحضارة أو أنهم تعلموا منهم وليس هذا بالاحتمال البعيد إن كل شئ جائز الحدوث.
ولقد وضع الكهنة فى الهرم –خوفو– رسم الهيئة الفلكية , والقبة السماوية والنجوم ومساراتها ثم تاريخ التقويم للزمن الذى مضى , وللزمن الذى سوف يجيء وحوادث مصر فى الماضي والحاضر والمستقبل .
والمؤرخ المصرى (المرقيزى) يؤكد أن الهرم الأكبر كان مخصصًا لعلم الفلك فقط .
وهذا الهرم الأكبر هو الوحيد الذى يتجه إلى الشمال والجنوب بدقة عجيبة مع فارق طفيف لا يتعدى الأربع درجات ولكن هذا الفارق يصبح معجزة إذا ما عرفنا أن مرصد باريس قد اكتشف أن اتجاهه إلى الشمال والجنوب أقل ضبطا ودقة من الهرم –خوفو–
وقد لاحظ الفلكيون أنه كان من الأفضل أن يمر خط الصفر بالهرم الأكبر بدلًا من جرينيتش .
وليس هذا فقط بل أن ارتفاع الهرم إذا ضرب فى عدد أحجاره يعطى المسافة بين الأرض والشمس .
ولا أحد يعرف حتى الآن كيف بنيت الأهرامات بهذه الدقة وكيف أنها مليئة بهذه الأسرار كيف حملوا أحجار الهرم ليبنوه وكيف تكون الأحجار محكمة هكذا بلا أى مادة لاصقة (مونة مثلا).
ربما استخدموا الموجات فوق الصوتية- كما نفعل نحن الآن ونعطي الأجهزة أوامر بالصوت – لتقطيع الحجارة ورفعها بهذه الدقة الغير مسبوقة والتى لم تتكرر إلا فى الحضارة الفرعونية.
و (حزام أوريون) ذو الثلاث نجمات الذى يقع عمودي فوق الأهرامات الثلاثة …. كيف تمكن الفراعنة من بناء الأهرامات أسفل الحزام هكذا ؟؟؟
إنهم لابد أنهم كانوا غاية فى التطور وعندهم دراية كبيرة بعلم الفلك.إن سر علوم الفلك والفضاء يكمن هنا على الأرض فى سراديب الهرم الأكبر ولكن لعجزنا وربما هوسنا بالآلات والماكينات أنسانا ما لدينا على الأرض .
بل وإن القدماء المصريين عرفوا (الشعرى اليمانية) والتى تعرف بإسم Sirus وكانت وهناك الشعرى اليمانية A)& B ) وكانت الشعرى اليمانية (أ) ترمز إلى الإله أوزوريس و (ب)ترمز إلى الملكة إيزيس , والشعرى اليمانية هي النجم الوحيد الذى ذكره الله تعالى فى سورة النجم :
“وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَىٰ *وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَىٰ وَأَقْنَىٰ * وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَىٰ “
يعتبر الشعرى اليمانية من أقرب النجوم إلينا حيث يبعد عنا نحو 6 أو 7 سنين ضوئية , وقد قدر عمره بنحو 240 مليون سنة وهو بذلك يكون من أصغر الأنظمة النجمية عمرًا, ويُعتقد أن الشعرى اليمانية إيه والشعرى اليمانية بي تكونا من سحابة غاز وغبار قبل نحو 240 مليون سنة , ومن المنتظر أن يستهلك الشعرى اليمانية (أ) كل ما لديه من الهيدروجين خلال المليار سنة القادمة ليصبح عملاق أحمر , ثم ينتهى فى هيئة قزم أبيض .
وبالنسبة للشعرى اليمانية ( ب ) فهو الآن قزما أبيضا,.وهو تقريبا في حجم كوكب الأرض.
يتكون قزم أبيض بعد أن يتطور نجم طبقًا لنجوم النسق الأساسي ثم ويمر بنفس مراحل النجم الأصلى ويتحول إلى عملاق أحمر وينتهي وهكذا …..وتبقى تلك السلسلة متكررة فلا ينتهى النجم (أ & ب) وربما كانت هذه كانت إشارة من القدماء على خلود آلهتهم فهم رمزوا لأنفسم بالنجوم التى لا تنتهى ….وربما أننا نرى ماضي النجم بل والأكيد أننا نرى ماضيه ولابد أنه انتهى من ملايين السنين الضوئية ولكننا نرى الضوء الآن وبعد أن سافر إلينا, لقد قلنا سابقًا أنه يستحيل التواقت بين أطراف الكون …ولكن لحظة … هل فعلا ستبقى الشعرى اليمانية متوهجة إلى الأبد ؟! لا أظن.
لابد لوجود نهاية لكل شيء , وكل الكون فانٍ ولن يبقى إلى الأبد … فبالنسبة للإنسان , الموت ينتظره …. ولكن ما الذى ينتظر العالم ؟؟؟؟
و لكن كيف للعالم أن ينتهي وهو فى حالة تمدد لا نهائي ؟؟؟
وهل يوجد شيء لا نهائي فى هذا الكون سوى الآخرة …. أعتقد أب إنسان سيقول : لا .
قد أدهشني عندما علمت أن مجرة (أندروميدا) المجرة المجاورة التى ترى بالعين المجردة … أنها تقترب من مجرة درب التبانة …. كيف للمجرة أن تقترب ونحن فى حالة تمدد ؟؟
وأنا تساءلت كثيرا وفكرت فى هذا الموضوع وحاولت أن أصل إلى إجابة … وبعد تفكير سألت نفسى كيف للكون أن يكون لا نهائي وماذا بعد تتابع الأجيال ؟! لابد من نهاية …. وأين يوم القيامة من نظرية الانفجار الأعظم وكيف يحدث يوم القيامة وتنطبق الشمس والأرض وتدك الجبال وتنسف معالم الأرض مع تمدد الكون اللانهائي ولقد قال الله فى كتابه العزيز: ” وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ”
﴿لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾
وها هو دليل على أن الشمس والقمر فى الفضاء يسبحون و من المستحيل ان يصطدما …. ولكن لقد قال الله أيضا فى القرآن :
” بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ وَخَسَفَ الْقَمَرُ وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ كَلَّا لَا وَزَرَ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ“
“فإذا برق البصر * وخسف القمر* وجمع الشمس والقمر القيامة” آية 7 – 9
“يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِين“ الأنبياء آية 104
فما هذا ؟؟؟ وكيف ؟؟ ولماذا ؟؟!!
الأجوبة بسيطة وسهلة ولكن إذا أمعنا النظر ودققنا فى تفاصيل الآيات ونظرنا للموضوع نظرة عميقة ثاقبة سنجد أن هذا يفسر تمامًا نظرية الانفجار الأعظم قبل أن يكتشفها ( جورج لومتر) وهي أن بالفعل الكون انفجر وبقى فى التمدد ولكن هذا التمدد نهائي ويصل إلى الذروة وبعد نقطة نهاية التمدد تبدأ بالأجرام والمجرات والكواكب والشمس والقمر أن يقربوا جميعا ليكونوا كالكرة الملتهبة التي نشأ منها فى البداية …. إن كل شيء فانٍ.
و وصف الله –عز وجل- لطوى السماء يوحى بتكويرها واستعادتها الصورة الأولى ” كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِين“ الأنبياء آية 104
ومن وجهة نظري إن نظرية الانفجار الأغظم تنطبق على كل شيء فى الحياة … إن الإنسان يولد طفل ويكبر حتى يصل إلى الكمال النسبي والنضج النسبي … وبعض الناس الذين يردون إلى أرذل العمر يرجع عقلهم أشبه بعقل الأطفال وينتهي بالموت …. العلم أيضا تنطبق عليه النظرية …. كما وجدنا فى الحضارات السابقة لقد وصلوا للذروة ثم هلكوا …. كل شيء فى هذا العالم له تلك السلسلة :
يبدأ …. يكبر … ينضج … يصل للذروة … يصغر … ينتهى كما بدأ.
وفى النهاية أتمنى أن ينال المقال رضا اللجنة ومن يقرأه و أن يكون بالشيء المفيد. أتمنى أيضا أن أكون قد ألممت بأهم الأفكار فى علم الفضاء والفلك الذى أعشقه , و أن أكون سردت أفكارى بوضوح .
وفى الواقع إن الحقيقة المطلقة لا يمكن إدراكها, ولا سبيل للعلم لإدراك الحقائق وماهيات الأشياء ولكن العلم يدرك الكميات وعلاقات الأشياء بعضها البعض.
وإذا حاول أن يدرك الماهيات فإنه سيصطدم باستحالة لا نهائية.
وربما لو حاولنا تطبيق مفهموم أينشتين ربما قد نصل إلى نسبة أعلى من الحقيقة …. ولكن لن نصل للحقيقة المطلقة فالله لم يخلقنا لنعرف الحقيقة المطلقة …. عقولنا البشرية لا تحتمل.
ولا يسعني قول أى شيء سوى: “وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ”
المراجع:
- القرآن الكريم
- المؤتمر الفلكى الرابع فى الجامعة الأمريكية التابع إلى Astronomy club
- كورس بحث علمى تابع لمؤسسة Scita
- كتاب وسلسة: الكون – كارل ساجان
- كتاب: من أسرار القرآن. – مصطفى محمود
- كتاب: أينشتين والنسبية. –مصطفى محمود
- كتاب: اللذين عادوا إلى السماء. –أنيس منصور
- كتاب : اللذين هبطوا من السماء. –لأنيس منصور
- صفحة الفيزيائيون على ( Facebook)
- موقع ويكيبيديا
المراجعة اللغوية: أ / أمنية عبد الوهاب عبد التواب – أستاذة اللغة العربية
0 comments:
Post a Comment